ثقافة النثر والقصيد
“أَنَا وَطَرفَة بن العَبَد”

عادل كريمي*
وُلِدْتُ أنَا وَ طَرَفَة بن العَبَد..
فِي زَمَنيْن مُخْتَلِفَيْن..!!
كَبِرْنَا خَارِجَ القَلْبِ فِي نَظَر الآخَرين…
وفِي اللَّيْلِ نَرْحَل فُرَادَى..
حَتَّى يَبْلُغَ الرَّحِيلُ مُنْتَهَاه..
وَفِي دَاخِلِنَا تَسْتَحِمُّ ” خَوْلَة”
بِعِطْرِهَا المتَدَفِّق مِنْ ذَاتِهَا..!!؟
يَا طَرفة….
أَ هَذِه هِيَ “خَوْلَة” ، أَمْ تِلْكَ صُورَتهَا ؟؟!
إنَّهَا هِيَ يَا صَاحِبِي ، اسْمهَا ، لقَبهَا ، نَسَبهَا…
لَكِنْ لَيْسَ الآنَ زَمَانهَا و مَكَانهَا..
رُبَّمَا يَسْتَوْقِفُكَ ” مَعْبَدُ” فِي الطَّريقِ إِلَيْهَا..!!؟
هَلْ أَحْبَبْتَهَا ؟؟؟
أَمْ أَعْجَبَتْك اِسْتِعَارَتهَا فِي تَاريخ العَرَب…
هِيَ قَمَرٌ أَنَارَ لَيَالي ” بُرْقَة ثَهْمَدِ..”..
هيَ الحُبّ أَيُهَا القَارِئ…
حُبٌّ عَابِرٌ مَعَ الكَلِمَات العَابِرَهْ..
لَم تَكُنْ لِي بِدَايَةٌ قَبْلَهَا..
وَ لَمْ تَكُنْ لِي نِهَايَةٌ بَعْدَهَا..
فَلَا خَوْلَةَ لِي ،،
وَ لَا أَنَا لِخَوْلَةَ…!!؟
هَذا هو مَرَضُ الهَوى يَا قَارِئِي..
فَلَيْتَنِي كُنْتُ أَكْبَرَ منْهَا بِخَمْسينَ رَصَّاصةً..
حَتّى يَكُنْ تَاريخُهَا خَفِيفًا عَلَيّ..
وَ جُنُودهَا حُرّاسًا عَلَى بَابِي..!!
هَلْ هَممْتَ بِهَا مَرَّةً يَا طَرَفَه..
فَدَرّتْ حَلِيبًا عَلَى أَرْضِنَا..؟!
أنَا…أنَا..
كُلّمَا اِلْتَقَيْتُ بِهَا..
تفَتَّحَ قَلْبِي زَهْرةً زَهْرَة..
وَ سَالَ دَمِي قطْرةً قَطْرَة عَلَى أَرْضِهَا..
هَلّا أَمَرْتَنِي بِهَا يَا طَرَفَه..
وَ عَلَّمْتَنِي كِتَابَةَ التَّاريخِ عَلَى صَدْرِهَا..!؟
لاَ شَأْنَ لِي بِالتَّارِيخِ المُزَوّرِ عَلَى صَفَحَات الدّفَاتِرْ…
فمَا التَّارِيخُ إِلّا مَا رَوَتْهُ خَوْلَة..!!؟
هَلْ تَشْرَحِينَ الحُبَّ لِي يَا خَوْلَة..
لأَكْتبهُ حَرْفَا حَرْفًا..
عَلَى عتَبَات القَصَائدْ..؟
فأنَا…
أنَا…دُونَ سِوَايَ..
أَعْرفُ مَجَانِينَ بالحُبّ أَكْثرهمْ سَكَارَى..
لكِنَّهُمْ كَالقَوَافِي..
اِحْتَرقُوا عَلَى حَدَائِق الزّمَنِ…؟؟!
* تونس.