ثقافة النثر والقصيد
مستعمرٌ باغٍ

واصل طه
مستعمرٌ باغٍ بِغَطْرَسَةٍ
وكأنَّهُ في الصَّيدِ والطَّرَدِ
قَدْ هاجم الْصِّبْيان مُعْتَبِرًا
خَيْرَ الطَّرائِدِ غُرَّةَ الْوَلَدِ
ما ذَنْبُْ طِفلٍ جَاءَ مَلْعَبَهُ ؟
حتى يُلاقي الْحَتفَ بالزَّرَدِ
ما ذَنْبُ أُمٍّ ؟ دَمْعُها دُرَرٌ
تَبْكي الحبيبَ بساحَةِ الْبَلَدِ
لثَمَ الُّتُّرابَ كعاشِقٍ شَغِفٍ
بِتَلَهُّفِ الْمَحْرورِ للْبَرَدِ
كحَمامَةٍ بَيْضاءَ سِجْدَتُهْ
وٍهَديلُهُ نَغَمٌ على وَجَدِ
وَخُدودُهُ مَلْساءُ صافيةٌ
صَفْوانُ خالي الَّنَّقْعَ والصَّلَدِ
وَيَداهُ أغْصانٌ مُبَرْعَمَةٌ
جَذْر ٌبِعُمْقِ الأَرْضِ والأمَدِ
ذَرُّ التُّرابِ وَريحهُ امْتَزَجَا
فِلَذًا مِنَ الشُّهَداءِ والكَبِدِ
رُوحٌ تُرَفْرِفُ ريحُها عَبَقٌ
تَسْري بنا دَوْمًا إلى الأبَدِ
شَرُفَتْ بها الرّاياتُ وابتهجتْ
فَوْقَ الْوِهادِ تَمُوجُ والنُّجُدِ
ما اجملَ الْأيامَ مُقْبِلَةً
في عُبِّها روحًا إلى الْجَسَدِ
وَتُكََسِّرُ ألاقْفالَ مِطْرَقةٌ
وتُحَرِّرُِ الْمَقهورَ بالصُّفُدِ
حُرِّيَتي قَمَرانِ قد عَشِقَا
دحْرَ الظَّلامِ بسُؤْدُدٍ مَجِدِ
هذي فِلِسْطينُ الَّتي سَلِمَتْ
وتخلَّدَتْ كالنَّجمِ للرَّشَدِ