لست وحدي من لا يفهم المدرسة الفكرية والتربوية التي تخرج منها المسؤول العربي الذي ما يزال يدافع عن الفشل الذريع التي حققته وتحققه النظم الشمولية من المحيط إلى الخليج ! فلم يعد جديدا أن تدرج الدول العربية ضمن الأكثر فسادا أو فشلا إزاء ما يشهده العالم من حراك لا يقفز فوقه إلا من يعاني من العمي ومن الصم !
قبل أسبوع، قرأت في الصحف الجزائرية خبر التهديد \”بالانتحار الجماعي\” الذي صدر عن مرضى السرطان في الجزائر، بسبب غياب الرعاية وغياب الدواء وغياب الحنان الذي يفترض ان يـُعامل به المريض داخل المؤسسات الصحية في البلاد ! وقبلها هدد عدد من مثقفي الجنوب الجزائري بحرق أنفسهم احتاجا على أوضاعهم المزرية (غياب الرعابة والاهتمام بهم كمثقفين محكوم عليهم بالتهميش مدى الحياة)، في الوقت الذي ما زال الإعلام الرسمي يغني أغنية \”ون تو ثري\” التي لم تعد في النهاية تذكرنا سوى بالمبالغ المهولة التي \”سرقها\” فريق \”متجنّس\” يحاول أن يوهمنا أن بناء وطن يبدأ بتقديس القدم ! ليست هذه سوى الحالة البشعة على حقيقتها، يعاني منها الجميع، خصوصا البسطاء والشرفاء، ونشك أن اللصوص والمرتزقة يعانون منها! فهل علينا، كمرضى، ومثقفين، ومواطنين، و\”مغبونين\”، ومهمشين، ومنبوذين أن ننتحر جماعيا كي يرتاح المسؤول من وجع الرأس ! فقد أصبحنا نشكّل وجع الرأس لأكثر من ألف واحد منهم، لأننا نتكلم عن تلك الحقيقة على بساطتها، والتي تعني لنا الحق في الوطن، والحق في الرعاية، والحق في نيل الاحترام، والحق في الحياة، والحق في العزة والكرامة التي صدعوا رؤوسنا بها منذ أكثر من عشرين سنة ! فأن تحتل الجزائر المرتبة 71 من الدول الفاشلة في العالم لهي الصورة التي من خلالها ننظر إلى أنفسنا في المرآة لنقول: ما أجمل اليأس الذي يمّهد الطريق نحو الموت/ القتل الجماعي في دولنا، فلا فرق بين أعجمي وعربي سوى في طريقة الموت !!!
د. ليندا بوضياف