دكتور السید إبراھیم أحمد
لم تھدأ أقلام أكثر المستشرقین عند تناولھم أحداث السیرة النبویة عن التجدیف والجور والبعد عن آلیات البحث العلمي ومقتضیاتھ؛
فالثابت أنھم لا یھمھم صحة الدلیل بقدر اھتمامھم بتعزیز مطاعنھم الاستشراقیة في موضوعاتھا، ومنھا معجزة الإسراء والمعراج التي یسایرون فیھا مزاعم الكفار عند وقوعھا، وینفون عنھا الإعجاز، ویسوقون الأدلة تلو الأدلة التي تفارق الموضوعیة والمعقولیة من أجل ھدمھا أو تأویلاتھا تأویلات غربیة غریبة تتسق وعقلیتھم لا ظرفیتھا التاریخیة، ودیدنھم في ھذا افتراءاتھم على المعجزات النبویة.
لقد أسس المستشرقون دعواھم في إنكار ھذه المعجزة بأنھا لم ترد في القرآن الكریم، ولھذا فھم یروجون لاستعارة المسلمین لھا من الأمم السابقة، لوجود تشابھ بین ما ھو مذكور في معجزة الإسراء مع ما عند بعض الدیانات الفارسیة كالزرادشتیة.
استبعد بعضھم إمكان وقوع ھذه المعجزة لكونھا تخالف مقتضیات وأدوات وقواعد العلم الحدیث، والغریب أنھم یثبتونھا لمن ادعوا أنھم سبقوا من الأمم السابقة وصعدوا إلى السماء، ولا یجدون في ذلك غضاضة ولا تصادم مع العقل والعلم الحدیث، ولا تصبح كذلك إلا حین یتعلق الأمر بمعجزة قرآنیة ثابتة وواردة في السنة المطھرة.
یقول كارل بروكلمان في وصف معجزة الإسراء والمعراج، كما جاء بكتابھ “تاریخ الشعوب الإسلامیة”: (في ھذه الأثناء كان مسلمو مكة، على ما تقول الروایات، یعانون أزمة جدیدة. ذلك أن حدیث محمد عن إسرائھ العجیب، برفقة جبریل إلى بیت المقدس، ومن ثم إلى السماء، كان قد أوقع موجة من الشك في نفوس بعض المؤمنین، ولكن أبا بكر ضرب بإیمانھ الراسخ مثلا طیبا لھؤلاء المتشككین فزایلتھم الریب والظنون. ومن الجائز أن تكون ھذه الرحلة السماویة التي كثیرا ما أشیر إلیھا بعد في الأساطیر الغریبة التي خلفتھا لنا الكتب الإسلامیة جمیعھا، أقدم من ذلك عھدا، ولعلھا ترجع إلى الأیام الأولى للبعثة النبویة. وأمثال ھذه الرؤى في أثناء “تھجّد العرّاف” معروفة ثابتة لدى بعض الشعوب البدائیة).
إن بروكلمان مستشرق یُخالف كل الروایات الإسلامیة الصحیحة؛ فھو یرى أن محمدًا صلى الله علیھ وسلم قد اقتبس إطاره الفكري من الیھودیة والنصرانیة، وأنھ صلى الله علیھ وسلم كیفھ تكییفا بارعا لیلائم الحاجات الدینیة لشعب مكة، وأنھ اقتبس مقولاتھ الدینیة من الآرامیة والفارسیة والبابلیة، ومما یعطي قول بروكلمان وجاھة وتصدیقا لقارئیھ وسامعیھ كونھ دارسا للغات القدیمة، ومنھا الآرامیة، والفارسیة، والبابلیة، والحبشیة، والسریانیة، مما یجعل لقولھ تأثیرا في سوقھ لشبھاتھ تلك وغیرھا.
تقول الكاتبة والباحثة البریطانیة “كارین أرمسترونج” في كتابھا “سیرة النبي محمد”: (یُنظر لمرحلة الإسراء على أنھا المثال الكامل للفَناء في الله الذي یتحدث عنھ المتصوفون، ومثل حیاتِھم الیومیةِ لكي یقتربوا مِن ھذا الكمالِ بقَدْرِ الإمكان،ِ وھذا یقربھم قدر الاستطاعة من الله). المسیحیین الذین طوروا ممارسة محاكاة المسیح، یَسْعَى المسلمون إلى محاكاةِ الرسول في وعلى الرغم من إنصاف أرمسترونج غیر المطلق إلا أنھا تتأرجح في تناول سیرة الرسول صلى الله علیھ وسلم عبر خلفیتھا الغربیة والتي تشھد انحیازا في بعض المواقف التاریخیة للسیرة النبویة، وتبني وجھتھا الفكریة، وقراءتھا للمصادر والروایات التاریخیة الموثوقة من خلال قراءة لا تنقصھا المقارنة؛ بغیة بلوغ ما تراه من حقیقة عن الرسول صلى الله علیھ وسلم وسیرتھ.
لذا فقد لجأت للخروج بمظھرھا المنصف، وانحیازھا لفكرھا الغربي المتجذر فیھا إلى الالتفاف حول معجزة “المعراج”؛ فترى أنھا تتشابھ مع تجربة “تصوف العرش” الواردة في التقالید الیھودیة والتي شاعت من القرن الثاني حتى القرن العاشر للمیلاد، حیث یقوم الموھوبون بإعداد أنفسھم للتحلیق الصوفي والرحلة إلى عرش الله من خلال تدریبات خاصة كالصوم وقراءة أوراد معینة، والقیام ببعض الأسالیب البدنیة الخاصة، وبعد تأدیة تلك التدریبات یشعرون أنھم صعدوا إلى عرش الله.
كما تذكر في كتابھا بعض التجارب الروحیة التي تشبھ المعراج نفسھ مثل تجربة الدخول في سلك كھنوت “الشامانیین”، والتي ما زالت تحدث في أرجاء شمالي آسیا وأمریكا. وحتى العقائد الوثنیة لا تخلو من تجارب مماثلة، فبلوغ سدرة المنتھى یرمز في الإسلام، كما في التقالید الھندوسیة إلى الحد الأقصى للمعرفة الإنسانیة. أما المشاھدات النبویة في ھذه الرحلة فلیست سوى تصویر رمزي ناشئ، كما في البوذیة، عن الإحساس بالمطلق والامتداد الشاسع للوحي.
تأتي كلمة “شامان” من لغة “التونجوس السیبیریة” وتترجم “الذي یعرف”. ومن المرادفات لھا: الوسیط، المشعوذ، الدجال، الساحر، طارد الأرواح، المنجم، مستحضر الأرواح، العراف، الشامانیة ھي نظریة مزیفة معادیة للمسیحیة یسمى فیھا الوسیط بین ما ھو طبیعي وما ھو فائق للطبیعة “شامان”. وتوجد صلة بین الشامانیة والأرواحیة، أي الاعتقاد بأن الأرواح تسكن العالم المادي بالإضافة إلى النطاق الروحي. ونسأل أرمسترونج: أین “الشامانیة” وفیھم رجال الطب والكھنة من “الإسلام” دین التوحید؟ ھناك فارق بین الدین الشعبي/الأرضي والدین السماوي!
لقد مارس الطبیب والمؤرخ الفرنسي “جوستاف لوبون” التشكیك في معجزة الاسراء والمعراج، فقال في كتابھ “حضارة العرب”: (ویعتقد المسلمون أنھ أسري بمحمد لیلاً على ظھر حیوان خیالي یُسمى “البراق”، والبراق دابة مجنحة لھا وجھ المرأة وجسم الفرس وذنب الطاووس، ویعتقد المسلمون أن محمداً اخترق السماوات السبع في معراجھ حتى بلغ عرش الله).
یمضي “كولین تیرنر” في كتابھ “الإسلام: الأسس”، في نزع الطابع الإعجازي عن رحلتي الإسراء والمعراج، مؤكدا أن الأمر لا یعدو سوى تجربة روحیة ونفسیة حدثت أثناء نوم الرسول صلى الله علیھ وسلم، وأنھ التقى في منامھ بجمیع الأنبیاء والرسل مما كان لھ الأثر الكبیر في تعزیز ثقتھ بنبوتھ، وتأھیلھ لتحمل الآتي من الصعاب.
كما أوردت “دائرة المعارف الإسلامیة”، وھي أضخم عمل موسوعي قام بھ المستشرقون وجمعوا فیھ كل ما ھو خاص بالتراث الإسلامي وعلومھ الدینیة والدنیویة. الروایات التفسیریة
للإسراء والمعراج وقد تناول أولئك المستشرقین رحلة “الإسراء” بشكل رئیس دون ذكر رحلة “المعراج”، باعتبار البعد المكاني للإسراء إلى البیت المقدس ورمزیة المسجد الأقصى، واعتبار جدا مسستحیل الوقوع وذلك بحسب القیاسات البشریة المحدودة إلا أن یكون ـ حسب قولھم ـ البعد الإعجازي لقطع تلك المسافة الكبیرة بین المسجد الحرام والمسجد الأقصى في وقت قصیر منامًا قد رآه النبي صلى الله علیھ وسلم، والمؤسف أنھم سلكوا منھجا غیر علمي، ولو شئتُ لقلت:ُ منھجا غیر أخلاقي، في تفسیر الإسراء والمعراج حین انتقوا بعض الروایات الواردة دون غیرھا بغیة تدعیم أفكارھم المشككة في صِحة ما ورد حول الإسراء والمعراج، وصولا لنتائج معلومة في أذھانھم مسبقا، وھذا ما أعنیھ بـاللا “أخلاقیة”، لكونھ مبني على التزویر والتلفیق والخداع!
لقد بات من المعروف سلفا في دوائر الفكر الإسلامي أن الفكر الاستشراقي یمثل صفحة من صفحات العداء الذي تبناه بعض مؤرخي ومفكري ومستشرقین الغرب؛ للحط من شأن دین الإسلام على الرغم من صعوبة اكتشاف دور الاستشراق، إلا أنھ ظھر بوضوح في بعض الدول الإسلامیة، وذلك بتشکیك المسلمین في دینھم عن طریق بعض الوسائل والتي من بینھا وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا التي أصبح لھا أثرھا الكبیر في تغیر المجتمعات خاصة وتاریخ مع الإسلام. فئات الشباب التي یستھدفونھا، وھو ما یعني أن للاستشراق مدارس ووسائل وأھداف ووسائل یأتي مفھوم الاستشراق من اسمھ ویعني اھتمام بعض دارسي الغرب بالشرق جغرافیا، حیث یحاولون الوقوف على معالم الفكر الإسلامي وحضارتھ وثقافة الشرق وعلومھ، وذلك عبر دراسات أكادیمیة موجھة نحو الإسلام والمسلمین من شتى الجوانب عقیدة وشریعة وثقافة وحضارة وتاریخاً ونظماً وثروات وإمكانیات؛ بھدف تشویھ الإسلام، ومحاولة تشكیك المسلمین فیھ وتضلیلھم عنھ، ومحاولة تسویغ التبعیة الغربیة بدراسات ونظریات تدَّعي العلمیة والموضوعیة وباطنھا الكذب.
ونجد أنھ من الصعب تحدید بدایة واحدة للاستشراق، غیر أن نشأتھ جاءت نتیجة للعدید من الأسباب أھمھا دراسة الدین الإسلامي والشریعة انعكاسا لانتشاره السریع، ویزعم البعض أن نشأة الاستشراق كانت بدوافع الدراسات العلمیة النزیھة فقط، ویرفض ھذا الزعم عدد غیر قلیل من المھتمین بالاستشراق من المسلمین وغیر المسلمین العرب؛ فأغلب نوایا المستشرقین لم تكن حسنة، ویكمن السر في انتشار الإسلام بصورة كبیرة وبدأ بدخول البلاد الغربیة، مما أخاف دون تردد، وھو ما یحدث بالفعل الآن. الغربیون من معرفة شعوبھم الصورة النقیة لھ، وعكفوا على دراستھ دون تأثیر علیھم لاعتنقوه لقد اختلف الباحثون فى نشأة الاستشراق بتحدید سنة معینة أو فترة معینة لنشأتھ، فیرى البعض أنھ ظھر مع ظھور الإسلام فى أول لقاء جمع بین الرسول صلى االله علیھ وسلم ونصارى نجران، أو قبل ذلك عندما بعث الرسول صلى االله علیھ وسلم رسلھ إلى الملوك والأمراء خارج الجزیرة العربیة، ویرى البعض أن النشأة أتت عند اللقاء الذى تم بین المسلمین والنجاشى فى الحبشة، بینما ھناك من یرى بأن النشأة جاءت بسبب “غزوة مؤتة”؛ فقد كانت أول احتكاك عسكرى بین المسلمین وجیش الروم، ویرى آخرون أن النشأة بدأت مع یوحنا الدمشقى، ویرى غیرھم أن الحروب الصلیبیة ھى بدایة الاحتكاك الفعلى بین المسلمین والنصارى ممن تعرفوا على الإسلام.
غالبا ما یخفي المستشرقون تحت ھدفھم السیاسي المعلن ھدفان غیر معلنان وعلى قدر كبیر من الخطورة وھما: البعد الدیني والبعد الاستعماري، وذلك باستخدام آلیات ھمھا إضعاف ثقة المسلمین في تراثھم، وبث الشك في الإسلام عن طریق تھوین القیم والعقیدة وكافة المثل العلیا، وبذلك یصل المستشرقون لھدفھم الأسمى في إنكار المسلمین لقیمة تراثھم الحضاري، حین یشیع الاستشراق أن تلك الحضارة زائفة ومنقولة عن الحضارة الرومانیة، وھو ما یعني أن الإسلام دین لم یأتِ بجدید، واستخدام السیاسة في محاولة إحیاء القومیات لكل دولة إسلامیة، ثم إثارة
الخلافات بین الشعوب المسلمة، حین یحل الانتماء للقومیة محل الانتماء للإسلام وبذلك تنتھي روح الإخاء الإسلامي بین المسلمین في بلدانھم، غیر أن أھم دوافع الاستشراق ھو الدافع الدیني، ولذا جاءت نشأتھ ورواده من الرھبان الذین دأبوا على تشویھ الإسلام في جوانب ناحیة، وما لاقوه من المسلمین ـ تاریخیا ـ في الحقبتین: الصلیبیة والعثمانیة من جھة أخرى.
والغالب أن غایة الاستشراق ھو الجانب الاستعماري؛ فالعلاقة بینھما عمیقة وتاریخیة ذات مصالح وأھداف مشتركة تبینت في الھدف الاقتصادي من خلال الترویج لبضائعھم، والھیمنة
على الموارد الطبیعیة الخام للمسلمین، وأن تكون بلاد المسلمین سوقا كبیرا لھم. إلى جانب تحقیق عدد من الأھداف:
أولا:ً الھدف الدیني: تشویھ حقائق الإسلام، ترویج الافتراءات عنھ بأنھ دین لا یستحق الانتشار، وأن المسلمین قوم ھمج وسفاكو دماء، یحثھم دینھم على الملذات الجسدیة. ویظنون المسلمین. بھذا أنھم یحمون الشعوب المسیحیة من الدخول فیھ، بل یحاولون بكل الوسائل المادیة تنصیر ثانیا:ً الھدف الاستعماري: اتجھ المستشرقون إلى دراسة البلدان العربیة والإسلامیة في كل شئونھا وسخروا علمھم لخدمة الاستعمار؛ فكان ھؤلاء المستشرقون عملاء لحكوماتھم، وشركاء لھم في صنع القرار السیاسي، وبدأوا بالتشكیك في التراث، والعقیدة والشریعة، وروجوا أن أملھم في التقدم ھو الإیمان بعلوم الغرب ودینھم، وأحیوا القومیات في كل دولة إسلامیة لیتسنى لھم تشتیت شمل الأمة الواحدة، وخلق الفتن الطائفیة.
ثالثا:ً الھدف السیاسي: عمدوا إلى بث الاستعمار الفكري في الدول الإسلامیة التي تحررت من العربیة. الاستعمار العسكري، عن طریق الخبراء في الدراسات الاستشراقیة من الغرب ویحسنون اللغة رابعا: الھدف العلمي: ھناك قلة من المستشرقین أقبلوا على الاستشراق بدافع العلم، وكانوا أقل من غیرھم خطأ في فھم الإسلام وتراثھ، ومنھم من اھتدى إلى الإسلام.
غیر أنھ یجب التأكید أن كثیر من المفكرین المسلمیین وقفوا للدفاع عن الإسلام عقیدة وشریعة، في مواجھة الطعون التي جاء بھا مفكرو الاستشراق، أصحاب الفكر الاستشرافي المغرض. وقد أثبتوا أن الإسراء ھو: السیر لیلاً بسیدنا محمد صلى الله علیھ وآلھ وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى بیت المقدس بالشام. والمِعْراجُ ھو: عروج النبي صلى الله علیھ وآلھ وسلم من بیت المقدس الأقلام. الذي ھو المسجد الأقصى إلى السماوات، إلى سدرة المنتھى، إلى مستوى سمع فیھ صریف
فالإسراء والمعراج رحلتان قدسیتان من المعجزات الكبرى للنبي صلى الله علیھ وآلھ وسلم وھي من الحجج الدالة على صدق النبي صلى الله علیھ وآلھ وسلم، والتي یجب الاعتقاد بوقوعھا، فھي رحلة إلھیة ومعجزة نبویة لا تقاس بمقاییس البشر المخلوقین وقوانینھم المحدودة بالزمان والمكان، بل تقاس على قدرة من أراد لھا أن تكون وھو الخالق جل جلالھ، فإذا اعتقدنا أن الله یخلق ما شاء على أي كیفیة. قادر مختار لا یعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؛ سھل علینا الإیمان بأنھ لا یمتنع علیھ أن والإسراء والمعراج قد ثبتا بالقرآن وحدیث رسول الله صلى الله علیھ وسلم؛ فقد حدَّث بذلك عن رسول الله صلى الله علیھ وسلم خمسة وأربعون صحابیًا، فاستفاض استفاضة لا مطمع بعدھا لمنكر أو متأول، وقد تواتر ذلك تواترًا عظیمًا؛ حتى لم یعد لمنكر مطمع ولا لمتأول مغمز.
وقد ذھب جمھور العلماء سلفًا وخلفًا على أن الإسراء والمعراج كانا في لیلة واحدة وأن الإسراء حدث بالروح والجسد معًا. كما أن معجزات النبي صلى الله علیھ وسلم كثیرة متعددة، وقد جاوزت الألف، كما صرح بذلك العلامة ابن القیم رحمھ الله في “إغاثة اللھفان”، وھذه المعجزات منھا ما حصل وانتھى، ومنھا ما ھو باق إلى أن یشاء الله تعالى، وھو المعجزة العظمى، والآیة الكبرى على نبوة النبي صلى الله علیھ وسلم، وھي القرآن العظیم، الآیة الباقیة الدائمة التي لا یطرأ علیھا التغییر والتبدیل، على الرغم من طعن الطاعنین المغرضین من أھل الفكر الاستشراقي المغرض الحاقد الذي لا یھدأ ولا یلین، ولا ینام ولا یستكین، وھو ما یوجب على المسلمین كافة الیقظة الدائمة، والحرص التام على عقیدتھم وشریعتھم، وسنة نبیھم صلى الله عليه وسلم.