بعد 24 ساعة من إعادة نشر هذا الحوار في موقعنا، تلقينا رسالة عاجلة من الشاعر الجزائري أبوبكر زمال على شكل تويضح، ننشرها كما جاءت كاملة..
***
إلى المشرف العام على الموقع.
تحية طيبة.
أرجو منكم نشر هذا التوضيح، في هامش الحوار.
نشر الإعلامي محمد اللمدني حوارا أجراه معي ونشره على مدونته الشخصية وتم نقله في موقعكم الثقافي، وإذا أنوه بمهنيتكم في نشره من أجل تعميم الفائدة العامة منه فإنني أرجو منكم نشر هذا التوضيح.
1 هذا الحوار أجري معي منذ أكثر من 10 سنوات، وكان من المفترض أن يشير الإعلامي محمد اللمدني إلى ذلك في مقدمته.
2 هناك العديد من النقاط المطروحة يجب أن تفهم في سياقاتها التاريخية.
3 بعض الأمور التي نشرت في هذا الحوار ما كان لها أن تنشر لأنها فقدت معناها الذي كان مرتبطا بوقائع وأحداث خاصة، وهناك قضايا طلبت منه عدم نشرها ولكنه نشرها.
4 من المفيد أن أقول أن الحوار أجري معي في مفصل تاريخي وحياتي كنت أمرّ به، لذا فأنا أعتز بهذا الحوار الذي نسيته، فقد ذكرني بالدم الذي كان يغلي فيّ وأنا أرى مشروع الاختلاف ينهار بسبب خلافات شخصية لم يستفد منها سوى من كان سببا في ذلك.
في الأخير، أود أن أذكر أنني الآن لا أحمل أي ضغينة لأي كان حتى لأولئك الذين وردت أسماءهم من بعيد أو قريب في الحوار، بل سأذهب بعيدا في مساعي وأقدم اعتذاراتي لهم جميعا.
وشكرا.
ابوبكر زمال
——————————————————————-
هذا من الحوارات التي تعكس في الحقيقة مشهد الثقافة والمثقف في الجزائر، والذي يعتمد على المحسوبية وعلى المصلحة وعلى جعل الثقافة جسر نحو البزنسة في حضن السلطة التي هي نفسها لا تعترف بالمثقف خارج \”سريرها العابر\”.. الشاعر أبو بكر زمال استطاع بجرأته المعهودة قول كلمة حق كان يجب قولها، ليس عقابا لجهة، بل احتراما لماهية المثقف التي من المفترض أن تبني ولا تهدم، وتشع الأمل ولا تشع اليأس.. فالمثقف الذي طالما جلس على مائدة الساسة هو نفسه من سينتقدهم قائلا لهم\” إني بريء منكم\” ليرتمي بين أحضان الثوار الجدد، على حساب آخرين دائما ودائما ودائما ! والحال أن إشكالية الثقافة في الجزائر تعكس الآلية المتخلفة التي تتعامل معها كل من السلطة والنخب الثقافية المحسوبة عليها وما أكثرهم، والذين يعطون اليوم \” في زمن الثورات\” دروسا \”خايبة\” عن الشرف والأخلاق، مع أنهم هم أنفسهم كانوا وما زالوا جزء من النظام وسيظلون كذلك حتى لو غيروا \”سترتهم\”، فلن يقدروا على غسل عارهم الأزلي بمياه الثورة القادمة لا محالة !..
حاوره: محمد اللمداني
أعتقد أنني من بين الأسماء الجزائرية التي جاءت بعد أحداث أكتوبر 1988، أنا من التيار الذي يبشر بجيل جديد بعيد عن التيار النمطي و التفكير الأحادي. استطعت أن أقيم شبكة من العلاقات في الداخل و الخارج، حاولت أن أنقل صورة عن هذا الجيل يبشر بقيم جديدة مختلفة عن الطرف الرسمي. المنعرج الرئيسي في حياتي و هو مفصلي لجيل كامل بعد 88 يجب أن يكون صوت جماعي، لأنني أرى أنه لا يمكن التعبير بشكل فردي. تأسيس جمعية الاختلاف هي نقطة تحول مهمة في حياتي، أسست جمعية الدفاع عن المواهب1990 أو 1991، وأسسنا مجلة صغيرة اسمها \” نادي المواهب\” بدعم من إحدى بلديات العاصمة. وأسست رابطة إبداع التاريخية. أسست بيت الشعر الجزائري، منذ عامين تقريبا، أقمت شبكة من العلاقات في الخارج، حيث سيكون للجمعية صدى كبير. و في أوربا سمعوا في هذا المشروع. بيت الشعر سيعطي دفع جديد للمشهد الثقافي الجزائري. نشرية داخلية اسمها منازل، و هي نصوص شعرية،وفي المستقبل ستكون مجلة. أنطولوجيا الموت… حول الكتاب الذين ماتوا في الإرهاب. أنا من مواليد 1967 ومن برج الدلو .أنا من بيئة متوسطة, لا أكره لا أحقد لا أقبل الإقصاء و لكن مع الوقت يجب أن يتطور الإنسان.
* متى تأسست جمعية الاختلاف ؟
– تأسست عام 1996.
* كيف كانت فكرة التأسيس؟
– أصحاب الفكرة هم المتحدث ( أبو بكر زمال)، مفتي بشير و نجيب آنزار. قصة الحديث عن التأسيس تحتاج لجلسات طويلة.
* هل يمكن القول أنها نتاج لمخاض طويل من النقاشات؟
– ليس مخاضا.. ربما تكون عفوية و لكن بطريقة مدروسة ما علاباليش(لا أدري)، لم تأت بعد سنوات من التفكير و الحديث والنقاشات، ولكن كانت استجابة(…) و كأن اللحظة التاريخية جاءت لتساعدنا، وكان من المفروض أن نصل إلى نقطة معينة لنؤسس فيما بعد رابطة الاختلاف.
* متى بدأ اللقاء بين أبو بكر زمال و بشير مفتي و نجيب نزار؟
– فكرة تأسيس رابطة الاختلاف جاءت بعد ندوة أُقيمت في اتحاد الكتاب الجزائريين عام 1996 ننشطها من نسميهم\” ديناصورات الثقافة الجزائري\” والتي كانت مهيمنة على المشهد الثقافي و منهم العربي زبيري، السائحي. بعد عدة سنوات من الإرهاب و الدم ضارب أطنابه في الجزائر و الدمار، لم يتحرك هؤلاء كصوت مندد، أو كأصوات تحاول أن تحلل هذه الأزمة التي نعيشها، ما كانش( لم يكن) صوت مثقف في تلك المرحلة، و عندما بدأ الانفراج مع قانون الرحمة ( صدر في عهد الرئيس الأسبق اليمين زروال)، و بدأت الأزمة الأمنية تنحسر، ظهرت مواعظ \”الأساطير\”. من أين ظهروا لست أدري(…)، و لكن ظهروا وأقاموا ندوة في اتحاد الكتاب الجزائريين حول دور المثقف في الواقع ( لا أذكر العنوان بشكل جيد)، و لكن عرفنا فيما بعد أنها دعاية للبعثيين، حيث كانوا يأكلون ( يحصلون على امتيازات) من العراق، كانت مصالح تحرك هؤلاء الذين أقاموا الندوة هذه. ونحن عندما دخلنا الندوة، قلنا لأنفسنا أنه ربما نجد أشياء مهمة، و لكن جينا( حضرنا) ووجدنا بين الحضور الملحق الثقافي للسفارة الليبية والملحق الثقافي للسفارة العراقية إضافة إلى وجود مثقفين و غيرهم من البعثيين المعروفين في الجزائر، و نحن قلنا لأنفسنا نحضر الندوة فربما يكون هؤلاء قد تغيرت نظرتهم مع الإرهاب الذي ضرب الجزائر، و لكن فوجئنا بطروحات ليست مرحلية، بمعنى أنها لا تجيب على أسئلة القتل و الإرهاب و الدم الذي حصل في الجزائر، فقط جاءوا و كأنهم من أجل توجيه خطاب للسلطة بأننا نحن هنا، موجودين، وما تطلبينه منا سنكون حاضرين، فجرى شجار بينا وبينهم و قلبنا لهم الندوة بطريقة أخرى، وطرحنا أسئلة حادة، وجرت تهديدات من طرفهم لدرجة أن \”العربي الزبيري\” قام بتهديد \” بشير مفتي \” إذا أردت أن أجُيبك على أسئلتك تعال إلى خارج القاعة و سأجيبك على أسئلتك(…). وبعدها أصبح الإعلام يتداول وجود جيل جديد، وبدأنا حربا مع الجيل القديم، وأصبحت هناك ردود أفعال كثيرة حول ما جرى. بعد تلك الحادثة كنا مجتمعين في منزل نجيب آنزار في منزله بمنطقة الأبيار، و طرحنا سؤالا لماذا نبقى نحن على الهامش، بمعنى أننا لماذا لا نفكر بندوة أخرى تكون ( مضادة) لندوة العربي الزبيري.على الأقل نعطي رأينا في المشهد الثقافي والسياسي ، في الجزائر هناك أصوات جديدة. اتفقنا على الفكرة، و ذهبنا إلى اتحاد الكتاب الجزائريين و قدمنا طلبا من أجل الحصول على موافقة لإقامة ندوة، وكان يومها مسئول المكتب \” عباس غرمول\” و \”بوزيد حرزالله\” وغيرهم، والذين كانوا أمناء في تلك الفترة، قدمنا طلبا وتمت الموافقة عليه. و نحن قمنا بالإعلان عن الندوة عبر الصحف. وكان لدينا صديقة تعمل بالإذاعة ( لم يذكر اسمها) أخبرناها عن الندوة، و أنها ستكون مضادة لندوة العربي الزبيري، وهي مباشرة قامت بالإعلان عن ندوتنا في الإذاعة على أساس أن هناك ندوة مضادة، وهنا انفجر الوضع حيث جرت المحاولة لإلغاء الندوة، وأذكر جيدا أنّ \”غرمول\” نحى ( مزق) الإعلان الموجود في الاتحاد. ولكن رغم كل شيء أقمنا الندوة، جاءها الكثير من الناس و لكن للأسف لم تأت تلك المجموعة \” الديناصورات\”، و كنا نتمنى أن يكونوا قد حضروا ليعرفوا ما هي رؤيتنا للمشهد الثقافي. وكان للندوة صدى كبير، حيث قامت مجموعة من الصحف بتغطية الحدث. و بعد ذلك قلنا لماذا لا نؤطر جهودنا و نؤسس لجمعية، و نحن كنا متواجدين باستمرار في اتحاد الكتاب والجاحظية التي يرأسها الطاهر وطار، وكنا نساهم في جمعية هذا الأخير بالأنشطة الثقافية و لكن دون انتماء، فكرنا في أن نقوم بنشر ما قلناه بالندوة في الصحف عسى أن نبلور فكرة جديدة تكون تحت مسمى \”الكتابة الجديدة\” و ليس الاختلاف، و فعلا كتبنا ما قال كل واحد منا في الندوة و تمّ نشرها في جريدة \” الخبر\”. تحت اسم
\” مقدمات لبيان الاختلاف\”، وبعد ذلك مشت فكرة تأسيس الجمعية، وهنا تبلورت الفكرة ونضجت، و لم يكن أي اسم موجود معنا باستثنائنا نحن الثلاثة.
وبدأ العمل بشكل جدي من أجل تأسيس الجمعية، حيث قمنا بكل الإجراءات الإدارية و قمنا باجتماع في مركز ثقافي في بلدية الجزائر الوسطى ( تحوّل الآن إلى مقهى للانترنيت) كان مدير المركز شاب، وكان متعاون جدا، حيث سطرنا أول ملتقي لنا نشطته رشيدة خوازم. بعد ذلك ألقينا كلمة وانتخبنا بعدها نصيرة محمدي كأول رئيسة لجمعية الاختلاف لمدة ثلاث سنوات، وكنا جميعا موجودين 15 شخص وهو عدد مؤسسي رابطة الاختلاف، و كانت في نفس الوقت ردود حول ما تمّ نشره في جريدة الخبر \” مقدمات لبيان الاختلاف\”، وكانت الردود قد أتت من عدة ولايات و شارك فيها عدد من الكتاب و الأدباء.
* هنا أريد أن أفهم ماذا كنتم تقصدون بالاختلاف؟
– طرح كثيرا علينا، ماذا تريدون أن تقولوا في الاختلاف، خاصة و أن البعض كان يطرح أن المرجعية للاختلاف هي الثقافة الفرنسية، على أساس أن جاك دريدا هو أول من نادى بالاختلاف. حتى أننا تلقينا أسئلة من المؤسسة الإدارية و هو كيف يمكننا أن نعطي اعتماد إلى رابطة تُسمى كتاب الاختلاف. في الحقيقة ما كانوا يطرحونه يختلف تماما عما نطرحه، فنحن ليس لدينا إشكال، وهناك طرح لا بد من الاعتراف به أن كل واحد له وجهة نظره تجاه مسألة الاختلاف، فأنا شخصيا أقول أختلف عن الآخر من ناحية أنه ليس لدي مشكل لغوي، رغم أن الآخر ( الجيل القديم) أو المعربين و المفرنسين فلديهم مشكل مع اللغة (العربية، الفرنسية، القبائلية). نحن رفضنا هذا المنطق و قلنا رابطة الاختلاف هي التي تضم كل الحساسيات الثقافية من يكتب بالقبائلية أو العربية أو غيرها، (هنا أتحدث عن الحلم). أتحدث هنا كيفاش (كيف) كان المسار على مدى ثلاث سنوات،كانت هذه الفكرة، و هذا هو الموجود في الوسط الإعلامي و الثقافي، لكن فيما بعد أتت مرحلة أخرى، حيث أنه عندما استلمت آسيا موساي هناك مسار آخر. لأننا نحن لم نكن نعرف النوايا، حيث أننا كنا نعرف نية بشير(مفتي) نية نصيرة( محمدي) حيث كنا نتقاسم خبزا واحدا، وهم واحد. وأستطيع القول أننا كنا نريد أن نكون راديكاليين بمفهوم أنه حتى في الاستقلالية المادية، كنا نطمح في الحصول على هذه الاستقلالية. طبعا هنا يأتي حقي كمجتمع مدني تعطيني إياه الدولة. أي أنه تعطيني الدولة الدعم، و لكن دون أن تفرض عليّ الشروط. هذا هو التصور العام للفكرة، لكن ما هو تصور كل عضو في الجمعية حول مسألة الاختلاف فهي مسألة أخرى. و ما قلته هو تصوري المبدأي عن رابطة كتاب الاختلاف.
* كيف تُقيم الثلاث سنوات من عمر جمعية الاختلاف و التي كانت تحت رئاسة نصيرة محمدي؟
– أريد أولا أن أقول نحن كتاب الاختلاف كنا موجودين في المشهد الثقافي، وكنا تعرف ما يدور فيه من كل صغيرة و كبيرة، نعرف رهاناته و مصالحه وآفاقه و فلسفته. بمعنى أننا تواجدنا في اتحاد الكتاب، تواجدنا تقريبا في جميع الهيئات الموجودة في الجزائر، إلا وزارة الثقافة التي هي الدولة و مؤسساتها. والمشكلة أنه رغم وجودنا في كل هذه الهيئات إلا أننا كنا نشعر أنها لا تجيب على أسئلتنا الثقافية.. أسئلة الذات، أسئلة الوجود، الكتابة و ماذا تحقق في الواقع، الخ….
أقول الآن أن الثلاث سنوات الأولى هي عملية تجذير الجمعية كهيكل، كأفراد داخل المشهد الثقافي، ولكن ليس الفلسفة و ليس المشروع الثقافي، لأنه عندما تبشر بمشروع ثقافي يجب أن تمتلك إمكانيات كبرى، و يحتاج سنوات طويلة، و هنا يمكن القول إن الثلاث سنوات الأولى من عمر الجمعية كانت مفصلية و حاسمة بالنسبة لتاريخ الجزائر، حيث كان الإرهاب و كان القتل ضاربا أطنابه في الجزائر،في ظل هذا الوضع أقمنا مثلا ندوة عن الديمقراطية في الجزائر، أو عن الدين في الجزائر، و كان ذلك في اتحاد الكتاب الجزائريين.
و أقول أنه مرتين نجوت أنا و مفتي بشير من الموت، عندما تمّ وضع قنابل في السوق في منطقة الأبيار. و مع كل ذلك، قلنا يجب أن نستمر و نحارب لأننا صادقين مع أنفسنا، و ليس لدينا مصالح نحارب من أجلها.
* بعد ثلاث سنوات تقول عنها أنها مفصلية، كيف تتنازلون و تعطون الجمعية لآسيا؟
– ليس تنازل. الانسداد الذي وصل إليه الاختلاف.
* (مقاطعا) أنتم وضعتم الأسس و كان من المفروض أن يكون هناك حصاد، لكن الحصاد أو الجني كان سلبيا؟
– لا أعرف ماذا تقصد بالحصاد.. نحن بالنسبة لنا على الأقل في المرحلة التي كنا فيها، استطعنا أن نخرج مجموعة من الأسماء ( هذا حلم) أسماء شعرية و أدبية بغض النظر عن قيمتها أو عن قدرتها، و لكن على الأقل هذه الأسماء التي كنت أحلم بأن تخرج و لديها كتاب مثل \” ميلود حكيم\” و \”عبد الوهاب تمهاشت\” كانوا كُتّاب مهمين في القصة وكان من الممكن أن يذهبوا بعيدا. كان بالنسبة لي حلم، و بالنسبة لــ\” عبد الوهاب تمهاشت\” أصدرنا له \” بقايا رجل ، ثلاثين سنة و هو يكتب القصة، و المخطوط مرمي عنده، و القصة هي مهمة جدا، و عندما أصدرتها له و كأنني أعدت له الحياة، بالنسبة لي انتصار، بالنسبة لي جني، صحيح من الممكن القول أن ذلك كان على حساب أشياء كثيرة مثل صحة الإنسان, لكن كنا مؤمنين بفكرة أن هذه رابطة كتاب الاختلاف تكون فعلا صوت جيل جديد. هذه هي نقطة الاختلاف الآن.. من هنا بدأت الأمور تتأزم داخل رابطة الاختلاف.
* منذ أي عام؟
– تقريبا منذ رئاسة آسيا موساي للجمعية، هذا إذا تحلينا عن السنة الأولى، تحديدا عام 2000. بعد انتهاء عهدة نصيرة محمدي التي استمرت ثلاث سنوات، و هي لم تستقيل، و آسيا موساي عندما استلمت الجمعية قالت \” أنها ستقود الجمعية ثلاث سنوات و ستنسحب.\” حيث أننا نؤمن بالتداول و لكن ما جرى هو عكس ذلك تماما. حيث تمّ تثبيتها في عهدة ثانية أصبحت طاهر وطار بشكل أو بآخر. وهذا ما معناه.. معناه خدعة.
أنت تسير معي و تؤمن بفكرة الاختلاف و تؤمن حقيقة بأنك صوت الجيل الجديد، و لكن أنت في مرحلة معينة أنت تبني أشياء أخرى، وهذه هي طبيعة الإنسان حيث تدخل المصالح الخاصة، وأنت لا تستطيع أن تنفيها، لأنك لا يمكن أن تصل إلى نقطة تترفع فيها حيث تفصل بين الجانب الإنساني و الجانب الإداري أو التنظيمي الذي تعمل فيه. هنا و بعد ثلاث سنوات.. قلت لهم يجب أن نفتح فضاءنا من أجل أن يدخل أناس جدد للجمعية من أجل تجديد دم الجمعية. فمثلا عندما تذهب في الوسط الإعلامي يتحدث الجميع عن أبو بكر، حيث يؤكدون أنه لولاه لما سارت أمور الجمعية. هذا الأمر أصابني بالتأسف رغم أن البعض من الممكن أن يصابوا بالغرور، لأنه كانت هناك أسماء أخرى في الجمعية، و نحن قلنا لهم لنفتح الفضاء لدخول أناس جدد، حيث أنه ربما يعطون أشياء جديدة، لكن كان الرد هو الرفض القاطع. و قالوا نحن نعرف أسرار الجمعية و نعرف تفاصيلها، فنحن الذين نبقى فيها، بدأت الأمور تتوتر.
* هنا بدأ الانسحاب ؟
– الانسحاب بدأ على مراحل حيث كان تعبيرا عن يأس، و عن أفق مسدود الذي وصلت إليه جمعية الاختلاف، و الأفق المسدود هو أننا أصبحنا نكرر حروبنا، على الأقل يجب الترفع، فمثلا آسيا تذهب إلى المجالس و تبدأ في سرد سلبيات اتحاد الكتاب، أو سلبيات الجاحظية، بقينا نكرر أنفسنا، و ندور حول نفس الصراع.بدلا من فتح حوار مع الجميع بما أنني مؤمن بالاختلاف، , اذكر مرة أنه جاء \”عادل صياد\” (مدير قناة إذاعية جهوية) يريد حضور ندوة صحفية للاختلاف في مقرها، منعه بشير مفتي من الدخول. لماذا منعه؟ بسبب أشياء شخصية.من المفروض أننا جمعية وليس ملكية خاصة، لكن رغم ذلك بشير رفض.
* تحولت الاختلاف إلى إقصاء؟
– نعم.. كنا في البداية بنينا على أساس أن نكون في حربنا راديكاليين، و لكن الإنسان المحارب، لا بد أن تكون لديه استراحة. حيث رأينا أعدائنا و انكشفت لنا جميع الأمور، لا تدخل في حوار، بل على الأقل تسير في مسار و الآخر في مسار، لماذا استمر بانتقاد اتحاد الكتاب و الجاحظية واتهمهم بالرداءة. اعمل و لا تغلق على نفسك، يجب أنتفتح كل الآفاق، فمثلا عز الدين ميهوبي ( رئيس الاتحاد) من الممكن أن يصبح وزير ثقافة فيغلق الأبواب في وجه الجمعية. لأنك أنت خضت معه حرب و لم تفتح معه حوار، أنا حافظت على التوازن مع الجميع. لكن هذا التوازن الذي قمت به، قرأه مفتي بشير على أرضية أنه هناك مصالح بيني و بين اتحاد الكتاب، وهم لا يعلمون أنني أقوم بهذا التوازن من أجل الاختلاف لأن عز الدين عندما يصبح وزير الثقافة و تقدم له آسيا طلب استقبال فإنه لن يستقبلها.يقوم بها زكارة(نكاية).من المؤكد أنهم اتهموني أمامك أن اتحاد الكتاب اشتراني و أرسلوه يحوس (سياحة)، لكنهم لم يعلموا أنّ ما أقوم به هو نوع من الاستراتيجية.
* أبو بكر أنت اختلفت معهم، واختلافك معهم كان صارخا، حيث أقمت ندوة في اتحاد الكتاب، وأعلنت استقالتك من الجمعية في الندوة التي نظمتها في اتحاد الكتاب؟
– أولا أنا لا أذكر تاريخ انعقاد الندوة، وأريد أن أقول لك أنني مؤمن بالكتابة وليس لدي شيء أخفيه، خاصة و أنّ هناك أُناس كثيرون تساءلوا لماذا أبو بكر انسحب من الجمعية. فعقدت ندوة صحفية لأقول أسبابي.
ليس لديّ ما أخفيه.. ولماذا اتحاد الكتاب.. لأنه ليس لدي فضاء آخر. وأؤكد أن عز الدين ميهوبي ( رئيس اتحاد الكتاب) لم يكن لديه علم أنني أقمت ندوة في الاتحاد، هم هنا اتهموني، وأنا بصراحة ليس لدي ما أملكه لأستأجر مكانا أقول فيه ما أريد.و أريد أن أضيف أننا نحن أعضاء في اتحاد الكتاب الجزائريين و كرهوا أو أحبوا فهم أعضاء و لدي ملفهم، وبشير(مفتي) عضو في رابطة إبداع أيضا.. أريد أن أقول لا تستطيع أن تتنكر لتاريخك.
و أنا أقمت الدنيا لأنه في الحقيقة غاظتني عمري ( تألمت) لأن مشروع الاختلاف دُمر كيف؟.. أولا أننا كنا نرغب بأن نكون صوت فردي و نأخذ مثالا المجلة.. حيث أنه عندما أصدروا المجلة عن مؤسسة التوزيع و الإشهار لـ (ANEP).. لم يكن تصورنا للمجلة بالشكل الذي صدرت فيه، لذلك تساءل الناس و قالوا هذه مجلة لـ (ANEP). و أنا في اليوم الذي كنت لا أعترف راديكالي و لا أعترف بـ \” رشيد بوجدرة \” مع احترامي له ككاتب، فإنه لا يهمني ، بل ما يهمني هو الجيل الذي انتمي إليه ، لم أتصور في حياتي أن الثلاث سنوات التي خضناها صراعات مع مختلف الأوساط نعود من جديد، و تتم إعادة عذرية \” بوجدرة \” في الاختلاف، هذا الشخص الذي لم يؤمن يوما في الاختلاف. و اذكر حادثة يومها كنت في \” الجاحظية\” اتصلت مع \” بوجدرة\” و قلت له: نحن سنقيم ندوة حول \” بختي بن عودة\”.. فيهمنا أن تشرفنا حيث ستبدأ في حدود التاسعة صباحا.
فسألني: هل يوجد فيها فطور(غداء).
قلت له: نعم.
قال لي: سآتي في الثانية عشرة والنصف أو الواحدة.
و جاء فعلا في الوقت الذي حدده من أجل أن يفطر( يتغدى).
بعد كل ذلك تأتي الاختلاف و تقدم \” بوجدرة\” رغم أنه من المفروض أن قوموا بتقديم كتابهم و التعريف بهم، يجب أن تكون المجلة للجيل الجديد صوت في الجزائر للجيل الجديد. وعليش (لماذا) كل ذلك .. لأن المصالح دخلت. هنا النقطة الثانية التي أزمت الموضوع.
* هل تمّ بيع الاختلاف للسلطة؟
– أكيد، أنا أُجزم كجمعية و ليس كفكرة أو مشروع ثقافي.
* يقولون أن مشروع أبو بكر هو تحويل الاختلاف إلى حفلات للرقص، وهو ضد النشر للكتاّب؟
– ( يبتسم) سأقول لك شيئا، كتابي ( غوارب) طبعته في القائمة 18، قدّمت أناس قبلي .
* هل أنت ضد النشر؟
– لا.. لا.
* يقولون أنك ضد النشر ؟
_ نشر ويش(ماذا)
* نشر الكتب؟
– (ضحك) من قال لك ذلك.. آسيا، أنا في الحقيقة ضد نشر \” رشيد بوجدرة\” في الاختلاف، ضد إعادة نشر الطاهر وطار، ضد نشر حسن حنفي في الاختلاف.
* لماذا؟
– لأن الاختلاف ليست ملك لهؤلاء ، ليست لجيلهم، بل لجيل آخر له آفاق و تطلعات أخرى، جيل جاء بعد مراحل أخرى، ليس جيل الطاهر وطار. أنا ضد نشرهم في الاختلاف. فلينشروا للجيل الجديد.
* كيف تضعون على رأس الاختلاف شخص ليس له علاقة بالكتابة أو الأدب أو الشعر؟
– سأقول شيئا بالنسبة لآسيا موساي مع احترامي لها، كما تعرف أسراري أعرف أسرارها، رغم الاختلافات الكبيرة بيننا و رغم كل ما تقوله عني و تكرهني و لا تتصور أن تراني إلا أنني أعزها. ونحن في البداية كنا متفقين على مسألة واحدة أن الرئاسة هي مسألة شكلية.
* هل يعني عمل جماعي؟
– نعم عمل جماعي. رغم أنه 70 بالمائة من الجمعية قام على ظهري ويشهد بذلك القاصي و الداني، وأنا لست نادما على ذلك.
* إذا كيف تتخلى عنها و تذهب؟
– لو كنت أشاهد ما تشاهده آسيا في الاختلاف لكنت قد تمسكت فيها، و لكن أنا كنت أرى في الجمعية أنها مستقبل الثقافية الجزائرية، هي مستقبل مشروع الثقافة في الجزائر، لكننا أحضرنا آسيا.. رغم أنها ليست كاتبة، أو أديبة إلا أنها تعرف جيدا الوسط الثقافي، وتتكلم بشكل جيد. و نحن عندما أحضرناها ليس على أساس أن تكون رئيسة و تتسلط، بل التسيير يكون شكليا، و العمل الفعلي هو في الميدان، و القادر على إحضار شيء ما للاختلاف فليحضره، آسيا كانت عملية أكثر من نصيرة. حيث أنها اكتسبت تجربتها من خلال العمل مع والدها الذي كان يمتلك دارا للنشر، و نحن لم نكن نعرف النوايا، واكتشفنا فيما بعد أنها استغفلتنا، كان بشير مفتي على علم بذلك، آسيا قامت بتحويل الاختلاف إلى جهة أخرى، وحولّتها إلى مصالح خاصة.. والآن من يتكلم عن الاختلاف.
* هل انتهت رابطة الاختلاف؟
– بالنسبة لي كجمعية نعم انتهت.
* والمشروع؟
– المشروع لم ينته.
* من الذي سيقوم بالمشروع؟
– ما علا باليش (لا أعرف) ربما جيل آخر.
* أريد أن أسأل الدعم الخاص الذي يصلكم أين يذهب؟
– الأموال التي أخذتها جمعية الاختلاف لم يتم إصدار كتب بها، لأن الكتب التي تصدرها جمعية الاختلاف تحصل على أموالها من صندوق دعم الإبداع ومن السنة الثقافية، وهناك مداخيل مالية للجمعية تذهب في الكراء(الاستئجار) للمنزل الذي يسكن فيه مفتي بشير، وهناك أشياء أخرى تذهب فيها الأموال.
* هل هناك محاسبة على الأموال و المداخيل؟
– ما كانش(لا).
* هناك من يقول أن أبو بكر زمال حصل على راتب شهري من الجمعية؟
– حصلت مرة واحدة على 13 ألف دينار. وكان حصولي عليها كمساعدة، و تمّ ذلك بموافقة الجميع، حيث أنني لم أكن أعمل.. و تمّ الاتفاق أنه عندما تدخل أموال إلى الجمعية من صندوق دعم الإبداع يتم إعطائي 13 ألف دينار، على أساس أنني لا أعمل، و هذا ما حصل.
* أين المحاسب الخاص بالجمعية؟
– ما كانش(لا يوجد). هناك شخص اسمه محفوظ حموش جالس فيداره في بوزريعة( أعالي العاصمة الجزائرية) عندما تحتاجه آسيا، تتصل به و يأتي من أجل أن يوقع لها على شيك. هذا ما كان. يجب أن تسألني أين محاسبة الدولة، على وزارة الثقافة أن ترسل مجموعة تقوم بمهمة التحقيق في الأموال التي تصل الجمعية.
* جمعية الاختلاف تحولت إلى ملك شخصي؟
– نعم أصبحت ملك شخصي.
* ملك آسيا موساي و بشير مفتي؟
– بشير مفتي لا ناقة له ولا جمل، وآسيا هي التي تُسّيره، خاصة وأنه لا يمتلك خيارات، أنا أتحدى مفتي بشير إن كان يستطيع أن يخرج من الدار التي يقيم فيها(هي مقر الاختلاف)، ويجد مكانا آخر. نحن جميعا نعيش ميزرية(فقر شديد) لكن فضلنا بشير مفتي على أنفسنا، حيث اســتأجرنا الدار و دفعنا فيها 400 ألف دينار، من أجل أن يقيم فيها رفقة نصيرة محمدي و أختها، لأن نصيرة كان لديها مشكلة في السكن الذي كانت تقيم فيه.
* عائدات الكتب أين تذهب؟
– عليك أن تسألهم هم، لو كانوا يمتلكون الشجاعة لأفصحوا عن الأموال أين تذهب، لو لم تكن لهم مشاكل مالية لما أدخلتهم دار هومة للنشر في القضاء لتطالبهم بـ 340ألف دينار، لا أطالبهم أنا بكتابي \”غوارب\” الذي طبعوا منه 300 نسخة فقط، وغضوا الطرف عن باقي النسخ، و كأن هناك أموال يريدون أن يحولوها إلى جهة ما.
* الخلافات بينكم ليس لها علاقة بالثقافة، بل خلافاتكم أصبحت شخصية؟
– هم السبب، وهم أحبوا ذلك، وهم الذين أوصلوا الأمور إلى هذا الحد، وأنا عندما انسحبت من الجمعية لم يكن أمامي خيارات، و ذهبت إلى اتحاد الكتاب، حيث أنني عضو في هذا الاتحاد.
* أخبرني البعض أنك تعاني من عقدة أنك لم تكمل دراستك الجامعية؟
– ( ضحك.. ضحك) أشكر الله أنني لم أدخل الجامعة، و لكن لعلم مفتي بشير و آسيا، أنا قدمت البكالوريا مرتين و لم أحصل عليها، ولكنني قرأت عام في الجامعة الليلية ولم أكمل، و درست ستة أشهر في القانون، ولكن لم أواصل. أنا في الحقيقة زئبقي ،ولا أستطيع أن أكون جامعي.
* مسألة الشهادة العليا ليست مسألة معقدة؟
– (ضحك) على العكس.. أحيانا يسألني البعـض عن مستواي، فأقول الحمد لله أنه ليس لدي شهادة جامعية.
أريد أن أقول أنني على استعداد أن أشرب غدا قهوة مع آسيا، و لكن المشكلة هو الحقد الذي يملأ قلبها، لأن هناك أُناس تربوا على الحقد، وآسيا من هؤلاء الناس، لأن هناك عدة أشخاص حاولوا أن نلتقي ووافقت عل لقاءها، لكنها رفضت لأنها عندما ستواجهني لن تواجهني بحب كما سأواجهها أنا، وأنا لا ألوم مفتي بشير لأنها أمسكته من اليد التي توجعه، فهو لا يستطيع أن يتحداها، هيمنت عليه و أدخلته في شبكة مصالح.
* ماذا تعني بشبكة المصالح؟
– مؤسسة التوزيع و الإشهار لـ (ANEP).. والسلطة و الدولة و (الرئيس) بوتفليقه..الخ.
* إذا انتهى كل شيء على يد آسيا موساي؟
– نعم كل شيء انتهى على يدها. لا أمل في الاختلاف، فمثلا طبعوا كتاب لـ\”شوقي الزين\” وهو كاتب مهم مقيم في فرنسا، لم يرسلوا له نسخة واحدة من كتابه المنشور، وقد تأسف كثيرا.
و شيء آخر هناك جمعية فرنسية اسمها ( الرسائل الجميلة) عندما اتصلوا بجمعية الاختلاف و تحدثوا مع آسيا و طلبوا رقم هاتف ياسمينة صالح، رفضوا إعطائهم الرقم، و هذا ما حدث أيضا مع رشيدة خوازم. لماذا؟
* هل معنى هذا أنهم يريدون كل شيء لهم الكعكة و الفتات؟
– نعم، و أريد أن أضيف شيئا أن سمعة الجمعية تدهورت في العالم العربي حيث التقيت مؤخرا مع شوقي الزين وجدته متذمر من آسيا، و سألني عنها على أساس أنها ستطيع مجموعته الشعرية في الجزائر، أضف أيضا بنيس ( محمد وهو شاعر مغربي). خلفت آثار سيئة في باريس بين كتاب معروفين، مثل برهان غليون حيث أنها اتفقت معه أن تدعوه إلى الجزائر، وتمّ تحديد موعد الزيارة، و رتب غليون أوقاته على الموعد، و لكن لم تف بالدعوة، و لم ترسل حتى رسالة اعتذار، هل هذا تصرف شخص يؤمن في الاختلاف و يرأس جمعية.
* قالوا لي أنهم وجهوا دعوات شفوية و ليست مكتوبة؟
– هذا صحيح. و لكن أريد أن أقول شيء آخر، عندما صدر كتابي و قمت بحملة دعائية مع الشروق، ذهبت آسيا إليهم، و قالت لهم إن كتاب أبو بكر ليس تجاري، و لو كان تجاريا لكانت لي حسابات أخرى مع أبو بكر.وهذا الكلام قالته لرئيس تحرير الشروق، و أكدت له أن كتاب أبو بكر ليس فيه أية فائدة و ليس فيه مصلحة.
* يقولون أن أبو بكر أخذ مقاطع شعرية من بنيس و محمود درويش؟
– بالنسبة لتجربتي الشعرية، لم أقل في يوم من الأيام أنني شاعر، و لكن أنا التقيت مع بنيس و مع أدونيس، و إذا كان لهؤلاء أي دليل فلينشروه، كتابي دار العالم، و كتبت عليه الصحف العربية، الحياة اللندنية، الشرق الأوسط، الصحافة الخليجية، و قرأه بنيس و أدونيس، و أقول لك إن هذا الديوان هو تجربتي الأولى، و من المؤكد أن أي تجربة لديها نصوص تحتية. وهؤلاء جميعا الذين تحدثوا عنهم أرسلت لهم مجموعتي الشعرية،و لا واحد أرسل لي و قال أنك أخذت شيئا من كتبي. الجميع شجعني ة آخرهم أدونيس الذي كنت معه مؤخرا في باريس حيث أنه قال لي : أنت في الطريق الصحيح..واصل.
* هل هناك حقد على أبو بكر بسبب أنه فضحهم؟
– ممكن, بشير مفتي ليس حاقد، بالنسبة لي بشيرا نعرف ظروفه، لكن آسيا هي التي تحقد، وهي تحقد على جميع الرجال.
* هل يعـني أن آسيا تحرض بشير أيضا؟
– بشير يتحدث بلسان آسيا، سأسرد هنا حادثة، عندما جاءت الجمعية الفرنسية ( الرسائل الجميلة) إلى الجزائر بمناسبة السنة الثقافية الجزائرية في فرنسا، من الذين استضافوهم رشيدة خوازم(كاتبة لها رواية قدم الحكمة وهي من مؤسسي الاختلاف) و ياسمينة صالح، و تقول رشيدة أني دخلت إلى مكان وجدت فيه بشير مفتي في إحدى الجلسات الخاصة للجمعية السالفة الذكر، تكلم المسؤول عن هذا النشاط، الحقيقة أنني حائر كيف أن كل الجمعيات قان بتسهيل مهمتنا للاتصال مع الكتاب الجزائريين إلا جمعية الاختلاف. و كان مفتي بشيريسمع الكلام.. قالت رشيدة أن مفتي بشير أحنى رأسه إلى الأرض.و لم يستطع أن يقول كلمة واحدة. و أقول في النهاية لآسيا أنه يجب عليها أن لا تتحدث باسم الاختلاف، بل عليها أن تتحدث باسم دار نشر، و الجمعية حولوها إلى دار للنشر من أجل البزنسة(التجارة). و ليس من حقهم أن يتحدثوا باسم الاختلاف لأنهم وضعوها بيد الـ (ANEP).. وضعتها في يد السلطة، مشروع بأكمله تمّ وضعه في يد رشيد بوجدرة. و أريد القول أن آسيا موساي هي إنسانة تصلح للقيادة، كما تعرف أن تُسير و تعرف أن تُعقد الأمور لأنها هي التي خلّطت أموال جمعية الاختلاف،و هي التي أدخلت الجمعية في دوامة مالية معقدة، نحن لم نكن نعرف المسائل المالية، هي تعرف لأنها كانت تساعد والدها في حساباته في الشركة التي يملكها. عقدة الكتابة بالنسبة لآسيا موساي موجودة، حتى بالنسبة لمفتي بشير و إذا أنكر هذا الكلام فهو بالنسبة لي إنسان (رخيص). و آسيا كانت معقدة من نصيرة محمدي لأنها شاعرة، و كانت العقدة الكبيرة بالنسبة لأسيا عندما كانت تأتي الدعوات لنصيرة و لا تأتي للآسيا، حتى بعد أن أصبحت رئيسة للجمعية، كانت نصيرة تتلقى الدعوات و آسيا لا تتلقاها، بعد ذلك تغيرت الأمور. البهرجة الإعلامية التي كانت موجودة في الاختلاف استثمرتها آسيا لمصلحتها الشخصية بشكل قوي، على عكس نصيرة التي كانت متواضعة، و لم تكن تبحث عن الأضواء. و لكن آسيا لديها حب الظهور في الإعلام.و هذه البهرجة الإعلامية أوصلتها إلى بعض رجالا الدولة، خاصة بعد استقبالنا من طرف رئيس الحكومة آنذاك \” إسماعيل حمداني\” عام 1997، و كانت يومها متحدثة لبقة، وأثارت الانتباه من خلال تطويعها للغة، رغم تكوينها العلمي، وهي استطاعت أن توصل رؤية الجمعية للمشهد الثقافي.
*ماذا حصل بعد اللقاء مع رئيس الحكومة إسماعيل حمداني؟
– لا أريد الدخول في التفاصيل، لكن ما حصل أنه بعد خروج إسماعيل حمداني من الحكومة، بدأ يتصل بها، و كانت تذهب إليه وحدها، و لا أي مرة صعد أحد معها إلى لقاء، رغم أنها كانت تقول لنا أنها ذاهبة في إطار الجمعية للقاء وزير الثقافة أو غيره, والمرة الوحيدة التي ذهبنا فيها بشكل جماعي كانت مع أبو جرة سلطاني الذي كان وقتها وزير العمل( حاليا رئيس حركة حمس الإسلامية). و لكن كل اللقاءات التي تمت باسم الجمعية، لم نكن طرفا فيها، وهذا ما يطرح عدة علامات استفهام، ماذا يحدث في تلك اللقاءات، ماذا قالت آسيا، ماذا طُلب منها، ماذا قدمت؟
* ما هو رأيك في اللقاءات؟
– نحن ضد مثل هذه اللقاءات، و كان مفتي بشير يوافقني، هذه اللقاءات التي تجري بهذه الطريقة نحن ضدها. لكن لم نكن نستطيع أن نفعل شيء.
* هل كانت تقدم تقارير عنكم على سبيل المثال؟
– لا أقول تقارير بالمفهوم البوليسي، و لكن من طبيعة آسيا موساي، أنها إنسانة ثرثارة، حيث أنها تتكلم في كل شيء بالسلبي و الإيجابي.
* هل يعني هذا أنها من الممكن أن تكون تتحدث نية طيبة؟
– ممكن بنية طيبة في البدايات، لكن فيما بعد لا يمكن أن تكون طيب في كل الأحوال.
* هذا يعني أن العملية أصبحت فيما بعد تقديم تقارير مقصودة؟
– ممكن أن تكون تقارير مقصودة و من الممكن أن تكون مدروسة، لأنها أصبحت عندما تعود و تحدثنا عن لقاءها، أخبرناها و قلنا لها و كأنك قدمت تقرير، و قد قلت لها ذلك، حتى مفتي بشير حدثها في هذا الأمر.
ومن خلال معاشرتي لآسيا و معرفتي الطويلة بها، و أيضا معرفتنا بالنظام الجزائري و طبيعته و تكوينه، ممكن أن يكون هناك احتمال كبير أنهم قدموا لها وعود ما.
* هناك إشاعة تقول أن آسيا موساي مؤهلة لأن تكون وزيرة ثقافة؟
– ليس وزيرة.. لكن لديها وعود.
* من طرف من؟
– أنا شاهدتها أكثر من مرة مع أخ الرئيس بوتفليقه ( السعيد)، وأيضا تحالفها مع لـ (ANEP)، وهذا التحالف مقابل أي شيء.
* هل جمعية الاختلاف تساند بوتفليقه الآن؟
– إنها تساند نعم.و ليس لديها الشجاعة لأن تعلنها شخصيا، و لكن أنا آسيا التقت لعدة مرات مع السعيد بوتفليقه على فترات متباعدة، والتقت مع مسؤولين. وأنا لدي 70 بالمائة قناعة أن تكون آسيا موساي موعودة بشيء ما، ربما بعد عام أو عامين.
* وعد بماذا؟
– أن تكون مسؤولة.