المجلة الثقافية الجزائرية

اخر المقالات

القصائد تحاصر الشّعراء في لشبونة

نزار فاروق هرماس

على تلّة “ساو خورخي” ،

يقف حيّ “ألفاما” منيفا،

بذكريات أبواب الحامّة الأربعة.

مستحضرا قصائد الغرب الأندلسيّ.

في “ألفاما” ، تروي الوجوه،

حكايات مئة ليلة وليلة أشبونيّة،

بخمسة يد فاطمة،

بشعر ماريّا الأسود ،

وبشرات القمح والزّيتون.

“ألفاما” راسخة باسمها العتيق،

أزقّتّها الفاسيّة المتعّرجّة،

مازالت تهدر بأصداء ابن الأفطس،

وترتعد من أوامر سابور.

مازالت تفوح برائحة الزّيت والقسطل،

وتتعطّر بالفلّ و الياسمين،

بينما تطلّ مَناظيرُها

على أطراف المدينة الدّافئة.

لشبونة، دافئة بقصص بحّارتها،

بأحلام المهاجرين،

بنغمات الفادو،

برائحة السّردين،

بالجدران المكسُوّة بالجليز،

بالغسيل المعلّق في شرفات المنازل.

رغم ثقل التّاريخ،

لشبونة تفتح ذراعيها،

عطوفة،

بشوشة،

مرحّبة.

تُحاصرُك القصائدُ

في بيوتها الهامسة،

تتّبع خطواتك التّائهة،

في قلعة “المورو” العاتية،

في برج “بيلم” الصّامد،

في ترامها الثّامن والعشرين،

في الأيادي التّي تهدي أحسية “كالدو فيردي”

وخبز “باو دي فورما ” إلى الفقراء،

في لافتات “Palestina livre” ،

في سوق “ريبيرا” ،

أين تمتزج النّاس مثل التّوابل،

في شاطئ “كركافيلوس” ،

أين ترتع المعاني،

على إيقاع لمدّ و الجزر.

في نهر تاجوس،

الذّي ينشد فخرا،

أغان لشبونة،

في أرجاء المحيط البعيد.

نزار فاروق هِرْمَاسْ

أستاذ دراسات الشّرق الأوسط وجنوب آسيا

جامعة فيرجينيا

https://mesalc.as.virginia.edu/nizar-f-hermes