أجرى الحوار: د. صبري الحيقي
\”يولاندا كاريلو باريرا\”، فنانة \”إسبانية\” عالمية، من شمال إسبانيا؛ مدينة (لوغرونيو)، فنانة واقعية، ماهرة في رسم الوجوه، ورغم ذلك فإن واقعيتها تضج بتعبيرية مدهشة. ترسم بالألوان الزيتية، والأكريليك، والألوان المائية، والجرافيك. تستخدم الغراء والورنيش مع الألوان فتظهر لوحاتها قوية مؤثرة.
هي عضو في ورشة تعليم التقنيات المتعددة في \”إسبانيا\”. ولها نشاطات كثيرة ومعارض فردية وجماعية.
بدأت الرسم في سن مبكرة من عمرها، وهذا يجعلنا نؤكد على أن المواهب الكبيرة تبدأ عادة في سن مبكرة كما بدأ الكثير من عباقرة الفن والشعر والموسيقى، وقد لفت انتباهي عملا يحاكي إحدى لوحات (يولاندا كاريلو) لفنانة يمنية واعدة بدأت في سن مبكرة جدا منذ الطفولة، ومازالت في حوالي السابعة عشرة من العمر، لكنها ترسم وجوها بإتقان يذكرنا بالمواهب الكبيرة التي ظهرت في العالم ، مثل (موزارت) في الموسيقى.
المواهب الكبيرة تولد كبيرة وتتطور. والمواهب الصغيرة تبقى صغيرة وإن تطورت تبقى حبيسة الهشاشة والنقصان حتى وإن حققت شهرة واسعة، فالشهرة لم تعد مقياسا للجودة..(أعد مقالا عن صناعة الشهرة سينشر قريبا إنشاء الله).
\”يولاندا كاريلو\” تجاوزت شهرتها إسبانها ووصل تأثيرها إلى الكثير من الفنانين الشباب في العالم ومنهم الفنانة اليمنية الواعدة والمدهشة (مودة الراشدي) التي حاكت إحدى لواحات الفنانة \”يولاندا كاريلو\”، قبل سنتين تقريبا، حينما كانت في الخامسة عشرة من العمر، كما سترون في اللوحات المرفقة بهذا الحوار.
الحوار
ممارسة الرسم يشكل احترافي جاء متأخرا
الحيقي • كم كان عمرك عندما بدأت الرسم؟ أعني هل بدأت قبل العاشرة من عمرك أم بعد العشرين؟
يولاندا: لطالما أحببت الرسم، أتذكر أنني عندما كنت في السادسة من عمري أو نحو ذلك، كنت أرسم دائما، كنت كل يوم أحضر لمعلمتي رسمًا، أخبرتني ذات يوم… يولاندا تنتحل الرسومات !! شعرت بإحباط أحزنني… في اليوم التالي أحضرت لها رسمًا آخر مع المصدر الذي نقلت منه الصورة، حتى تتمكن معلمتي من رؤية أنني لم انتحل، لكنها اعادتها إلي دون تنظر فيها ، ولم أرسم مرة أخرى إلا بعد أربعة أعوام في ورشة عمل للرسم حيث تعلمت هناك، ثم أنني لم أتوقف بعدها عن الرسم أبدًا، كان ذلك يشعرني بسعادة غامرة…
لكن ممارسة الرسم يشكل احترافي جاء متأخرا، حينما كان عمري 32 عامًا، حوالي قبل عشر سنوات قمت برسم أكثر من 15 لوحة، ثم بدأت في الذهاب إلى ورشة Arancha Lanchares حيث مارست الرسم بشكل كبير ومستمر.
(عليك أن ترسم ما تتقنه)
الحيقي • هل جميع رسوماتك واقعية؟ ما رأيك في الرسومات التعبيرية والتجريدية والسريالية؟
يولاندا: نعم، إن رسوماتي جميعًا واقعية ، أود أن أفعل الانطباعية لكنني دائمًا لا أحس أنها مناسبة لي، (هناك قول مأثور) عليك أن ترسم ما تتقنه، ما زلت أتعلم ولا أعتقد أنني مستعد لاتخاذ هذه الخطوة ، ربما في يوم من الأيام في المستقبل، آمل أن يأتي ذلك اليوم.
أنا حقيقة أحب كل الأعمال المتميزة سواء كانت واقعية أو غير واقعية، المهم أن تكون مؤثرة وتشعرك بجمالها… وما دامت لها دلالة مفهومة. باختصار أعتقد أن هناك كل عمل متقن وجيد فإنه يستحق الاهتمام.
الحيقي • من من الفنانين الذين أثروا في أعمالك؟
يولاندا: كان أول الفنانين لدي هما فيلاسكيز وغويا، وأتذكر أنني كنت احتفظ في المدرسة بصور لوحاتهما، وهما لوحتان من اللوحات الرائعة في إسبانيا. ثم كان هناك العديد من الفنانين ، مونيه ، ورينوار، ودالي، وأرانشا لانشارس، وفيرمين غارسيا إشبيلية، وأنطونيو لوبيز، خايمي فاليرو، كايك مينا، إلخ.
يمكن للفن أن يتعامل مع كل شيء، إنه يعلم الكثير
الحيقي • من هم الفنانون الإسبان المهمون الآن؟
يولاندا: حسنًا، كما قلت سابقا ، هناك عدد غير قليل: أنطونيو لوبيز، فنان الضوء العظيم، وفيرمين غارسيا إشبيلية، الذي يتقن المناظر الطبيعية، وأرانشا لانشارس ، ومعرفته المدهشة بالعديد من التقنيات، خايمي فاليرو، غرافيت مختلف، Kike Meana عالم في Velázquez رسام عظيم.
الحيقي • هل شاهدت لوحات لفنانين يمنيين؟ ما رأيك في الفن التشكيلي في اليمن؟
يولاندا: حسنًا، لا أعرف الكثير عن الحركة التشكيلية في اليمن، لكن ما رأيته أعجبني، خاصة الفنان (حيدر غالب) لأن أعماله قوية جدًا، وفي بعض جوانبها مفجعة جدا، إن ألوانه قوية للغاية، أجد ذلك رائعًا لأنه لسوء الحظ هناك أوقات عصيبة تمر بها اليمن، لذاك يحتاجون إلى الرسم بألوان تضيء الحواس، يمكن للفن أن يتعامل مع كل شيء، إنه يعلم الكثير، أيضا ما رأيته من لوحاتك قد أعجبني وأسعدني.
الحيقي• أنت فنانة واقعية ممتازة. هل جربت الرسم التعبيري؟ أعلم أن الرسم الواقعي له أيضًا دلالات معبرة. لكن أعني التجريد والسريالية؟
يولاندا: لا، لم أجربها، لكني آمل أن أحصل على الإلهام في يوم من الأيام وأقوم بذلك، لا أستبعده.
كنت أعتقد أن الفن لا يشكل مصدرا للاستقرار في المعيشة. لكن الآن الامر مختلف
الحيقي • هل يزدهر الفن التشكيلي في إسبانيا الآن أم أن الجمهور يتراجع؟
يولاندا: انطباعي هو أن هناك المزيد والمزيد من الأشخاص الذين يمارسون الفن، أو يدرسون شيئًا متعلقًا به، كنت أعتقد أن الفن لا يشكل مصدرا للاستقرار في المعيشة. لكن الآن الامر مختلف. لحسن الحظ هناك وعيا متناميا وقبولا مريحا.

• الحيقي: ماذا تقولين عن الفنانة الواعدة (مودة الراشدي) التي رسمت نفس العجوز الذي رسمتيه أنت؟
يولاندا: فتاة صغير بعمر 17 عامًا، ترسم بهذا المستوى هذا مشجع جدا أهنئها على ذلك… يبدو أن مستقبلها سيكون عظيما.