الدكتور سالم بن رزيق بن عوض
تمشي الهمومُ على جرحي وتلتهبُ
وتطرحُ الخوف في ذاتي وتنتحبُ !
تبني لها في رفات الروح صومعةً
تخافُ أن أسبق الموتى فتكتئبُ
تُحررُ الغمَ في رأسي وأوردتي
والغمُ يملأ أنفاسي ويقتربُ
تُعززُ الريح في إعصار قافلتي
والريحُ ترفعُ مرساتي وتضطربُ !
*****
تكاد تصرخ بين السادرين هنا
وها هنا ! تملأ الدنيا وتنتقبُ
في كل نفس لها من نفسها حدثٌ
يعلو وفي جوفها التأريخ والعجبُ
تأتي إلى عالم الدنيا مغامرة
كبرى تَرجّلَ فيها الخوفُ والوصبُ
تستمطر الشر والدنيا تكبلها
وفوق طوفانها الظلماء والحقبُ !
*****
كم أسأل النفس !” والدنيا تباعدها
حيناً ! وحين الهول تقتربُ !
تبثها من ضحى الأحلام مزرعة
فينبتُ الشيحُ والتفاحُ والعنبُ
وعالمٌ من شجيراتٍ معطّلةٍ
يعلو عليها الغبارُ المر والقصبُ
وعالمٌ من سراب ما له هدفٌ
إلا الضياعُ وشيءٌ اسمه النصبُ !
*****
هل الليالي على أطرافها وقفتْ ؟!
وعلمتك المعالي كيف تنتخبُ ؟!
وكيف تبحرُ والشطآن هائجةٌ ؟!
والموجُ يعلو وفوق الموج يحتربُ؟
يكاد يَشرَقُ ! والأنفاسُ جامدةٌ
ويرتمي في المدى العالي ويضطربُ
وكيف تلقى إلى عليائها سبلاً
تقومُ في زحمة الأعباء تنتصبُ ؟!
*****
لقد رحلتُ عن الشكوى وصاحبها
وعشتُ أقتاتُ ما تأتي به النوبُ
أبثُ ما يملأ الأيام قاطبة
وأنثرُ الفنَ ! والأيامُ تعتجبُ
أزفُ شعري إلى الدنيا وساكنها
نحو النجوم إلى عليائها يثبُ
ويفرشُ الأرضَ أفكاراً مجنحةً
لأنه في طريق الراحة التعبُ !
*****
الأديب الشاعر الدكتور سالم بن رزيق بن عوض