في الذكرى ال ٧٧ لمعركة ام جبيل (بمحاذاة عشيرة الصبيح) قمت بزيارة الموقع فتذكرت هذة المعركة التي قادها رسمي (راسم) عيسى الهلسة من مدينة الكرك الذي قطع المسافات وجاء لمساندة اهل فلسطين عام ١٩٤٨ . هذا المناضل الذي ساهم في العديد من المعارك في فلسطين واهمها وأشهرها معركة ام جبيل التي أطلق عليها الصهاينة معركة تل شهاب. وقد ابلى الثوار وراسم بلاءً حسنًا فيها وعادوا إلى قاعدتهم في كفركنا – قانا الجليل سالمين. فكتبت هذه الابيات في ذكرى المعركة ال ٧٧.
تلُ أُمُ جُبَيْل *
واصل طه
يا تلُّ ضاعَ بكَ الريحانُ منتشيًا
وهواكَ يُنْعِشُ ملهوفًا إذا ثَمِلا
وسُموُّ غيمتِكَ الشَّماء مَنزِلُنا
مُسَهَّدونَ وقطرُ الغيمِ قد هَطَلا
والعاشقونَ هنا ضحّوا وقد لبثوا
للخلفِ ما انسحبوا عنها ولا حولا
أُمُّ جُبَيْلٍِ أنتِ الجودُ والكرمُ
عينٌ تفيض بدمعٍ يَملَأُ السُّبُلا
فيكِ الخُطَا أثرٌ لم يمحهُ زمنٌ
دارٌ وقد نَسَمَتْ من ريقِها قُبَلا
بكيتُ حُزْنًا على الأطلالِ مُتَّكئا
عَوْدًا لبدءٍ إلى العلياء مُبتَهِلا
يا دارَ صحبي بها الاخبارُ مُبكيةٌ
الغارُ لَحْدُ شهيدٍ في الوغى قُتِلا (1)
وكم شرِبْنا كؤوسَ المُرِّ قاتمةً
وكم فرحنا بكأسٍ خمرُهُ عسلا
أرضٌ بها صهلتْ شهباءُ ما عثرتْ
كالبرقِ مرَّتْ وَراها الْعَصْفُ قدصَهَلا
لتنقُلَ الخَبَرَ اليقينَ مَسَرَّةً
عن فارسٍ سبقتْ غاراتُهُ الجُمَلا
“كركيُّ ” ما يَئستْ بهِ مداركُهُ
“رَسْمي” بقانا أحبَّ النّاسَ والـنُزُلا
فيهِ الشَّهامَةُ والمروءةُ والسَّخا
ملفوحُ شَمْسٍ نَخِيٍّ يبعثُ الأملًا
سلامُ قانا مَعَ الانسامِ نرسلُهُ
عَبْرَ الأثيرِ لمنْ قادَ وَمَنْ فَعَلا
١٦ / ٣/ ٢٠٢٥
* هي ارضُ تعودُ ملكيتها لأبي ، وقعت بمحاذاتها معركة بين الثوار الفلسطينين وقوات البلماح وجولاني عام ١٩٤٨ ، قُتل فيها ١١ من الصهاينة منهم عيلي ابن رئيس دولة إسرائيل الثاني في ١٦ / آذار / 1948. وتم احتلال الارض ومصادرتها ومنعنا من العودة اليها اوفلاحتها.بحجة ان والدي امين محمد طه امارة كان احد المبادرين والمخططين مع ابي ابراهيم الصغير وذياب الفاهوم رحمهم الله .
١-اشارة إلى المجزرة التي نفذها اليهود في عشيرة الصبيح بعد هزيمتهم في تل جبيل وانتقامًا لخسائرهم من البلماح وجولاني ، وقد دفن الضحايا المدنيين مع ضحايا عائلة علي نمر العقلة الظهيري من عشيرة الصبيح في مغارة في المكان نفسهُ.
