بقلمي أ د/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربھ..
بِنْتٌ جَمِیلَةٌ جَمَالَ قَطَرَاتِ النَّدَى تَـتَنَزَّلُ عَلَى وَالذِّكْرَیَاتِ الْجَمِیلَةِ، نَدَى لَھَا حَظٌّ كَبِیرٌ مِنَ الزَّھْرَةِ فَـتَـتَـفَـتَّحُ شَوْقاً لِلْحَـیَاةِ وَالأَْیَّامِ الْحُلْوَةِ اسْمِھَا، فَھِيَ كَرِیَمةٌ كَـرَماً لاَ حُدُودَ لَھُ، ذَاتَ یَوْمٍ سَأَلَـتْھَا زَمِیلَـتُھَا یَاسَمِینُ اسْتِعَارَةَ مِمْحَاتِھَا لِبُرْھَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، فَـأَعْطَـتْھَا نَدَى (الأَْسْتِیكَةَ) وَصَمَّمَتْ أَنْ تُھْدِیَھَا لَھَا، وَعِنْدَمَا سَأَلَـتْھَا یَاسَمِینُ عَنْ سِرِّ ذَلِكَ قَالَتْ نَدَى: یَا یَاسَمِینُ الْحَبِیبَةُ، الْمَالُ مَالُ اللهَِّ، وَإِذَا كَانَ اللهَُّ قَدْ رَزَقَـنَا فَـیَجِبُ عَـلَـیْـنَا أَنْ نَشْكُـرَهُ وَشُكْـرُهُ سُبْحَانَھُ یَكُونُ بِمُسَاعَدَةِ بَعْضِنَا الْبَعْضِ، فَالْغَنِيُّ یَعْطِفُ عَـلَى الْفَقِیرِ سَوَاءً أَكَانَ ھَذَا الْفَقِیرُ سَائِلاً أَمْ مَحْـرُوماً، وَالْقَوِىُّ یَعْطِفُ عَـلَى الضَّعِیفِ فَـیُسَاعِدُهُ فِي حَمْلِ بَعْضِ الأَْثْقَالِ الَّتِي لاَ
یَسْـتَطِیعُ حَمْـلَھَا، وَ یُدَافِعُ عَـنْـھُ إِذَا اسْـتَـنْجَدَ بِھِ، وَصَاحِبُ الْخِبْرَةِ یُسَاعِدُ بِخِبْـرَتِھِ مَنْ یَحْـتَاجُ إِلَى مُسَاعَدَتِھِ، وَالْقَرِیبُ مِنَ اللهَِّ بِالطَّاعَاتِ یُحَاوِلُ مُسَاعَدَةَ الْـبَعِیدِ عَـنْـھُ، وَتَـقْرِیبَـھُ مِنْھُ، (ابْتِغَاءَ وَجْھِ اللهَّ)(272) سُورَةُ الْـبَقَـرَةِ ، قَالَتْ یَاسَمِینُ: بِالْحُضْنِ یَا نَدَى یَا أُخْتِي، لَقَدْ أَحْـبَـبْـتُكِ فِي اللهَِّ، قَالَتْ نَدَى: أحبَّكِ اللهَُّ یَا
یَاسَمِینُ، الَّذِي أَحْـبَـبْـتِـنِي مِنْ أَجْلِھِ، ذَاتَ یَوْمٍ أَذَّنَ الْعَصْـرُ وَكَانَ أَبَوَاھَا مَشْغُولَیْنِ بِالْحَدِیثِ الْجَمِیلِ بَیْنَ زَوْجَـیْنِ مُؤْمِنَـیْنِ تَقِیَّیْنِ نَقِیَّیْنِ
وَدُودَیْنِ لَطِیفَـیْن،ِفَـنَادَتْھُمَا نَدَى: مَامَا أَمَانِي، بَابَا جَمَالُ، أَلَمْ تَسْمَعَا الآْذَانَ ؟! فَرِحَ الأَْبُ، وَارْتَـفَعَتْ نَبَضَاتُ قَـلْبِھِ شَاكِراً اللهََّ سُبْحَانَھُ عَلَى مُقِیمَ الصَّـلاَةِ وَمِنْ ذُرِّیَّتِي رَبَّـنَا وَتَقَـبَّلْ دُعَاءِ اسْتِجَابَتِھِ لِدُعَائِھِ حِینَمَا نَادَاهُ: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ یَقُومُ الْحِسَابُ (41))) سُورَةُ إِبْرَاھِیمَ وَقَالَتِ الأُْمُّ: نَحْنُ مُـتَوَضِّـئُونَ یَا نَدَى وَسَـیَؤُمُّـنَا أَبُوكِ الآْنَ فِي الصَّلاَةِ، بَارَكَ اللهَُّ فِیكِ یَا بِنْـتَاهْ، اللهَّْ عَـلَیْكِ، اللهََّ اللهَّْ، أَنْتِ عِنْدَنَا أَغْـلَى مِنَ الْمَالِ وَالْجَاهْ، مَا
دُمْتِ قَدْ نَشَـأْتِ عَـلَى طَاعَةِ خَالِقِ الْحَـیَاةْ.


