المجلة الثقافية الجزائرية

اخر المقالات

المجانسة النوعية في المتناهي والمطلق

علي محمد اليوسف

تمهيد
هل يختلف مفهوم النسبي والمطلق حسب نسق تصوراتنا لمدركاتنا العقلية أم حسب طبيعتهما المستقلة عن ادراكاتنا؟ هل متاح لنا حد المتناهي بمعيارية تجانسه النوعي مع اكبر منه من نوعه متناه ايضا ام إمكانية حد المتناهي باللامتناهي المطلق؟ هل المجانسة النوعية (الماهية والصفات) التي تجمع بين نسبي ومطلق يمتلكان ماهية واحدة في إمكانيتنا تحديد المتناهي عن المطلق بمحكومية المجانسة النوعية التي تحكمهما معا؟ علما ان المجانسة النوعية التي يمتلكها المطلق تخالف المتناهي.
مثلا مفاهيم نعيشها مثل الضوء, الزمان, الكون, الكواكب, المكان, النفس,النار, الماء وهكذا مع مفردات مفهومية نعيشها ونحياها نعاملها بمعيارية المتناهي الذي يمكن حده تارة, ونعاملها تارة اخرى بالمطلقية اللامتناهية كمفهوم لا يمكن حده. وهذا الراي الاخير هو الصحيح.
هل المجانسة النوعية الطبيعية(الجوهر والصفات) التي تجمع النسبي والمطلق هي عامل توحيد بينهما تقود الى تناقض جدلي بين قطبين وبغير هذه الوحدة التجانسية التي تجمعهما لا يحصل جدل ديالكتيكي متضاد يؤدي بنا الى حركة ثم تطور؟ هل من الممكن الحصول على ذرة ماء لو نحن عاملنا كيميائيا بمختبر جمع عنصر هيدروجين واحد مع عنصر اوكسجين واحد؟ بالتاكيد لا, معاملة جمع عنصري هيدروجين مع عنصر اوكسجين كيميائيا نحصل على ذرة الماء التي تصبح لا هي اوكسجين ولا هي هيدروجين. بل اصبحت شيئا ثالثا آخر هو ماء بطبيعة نوعية مختلفة عن مجانسة عنصري الاوكسجين والهيدروجين..
فهم اسبينوزا للتناهي والمطلق
يؤكد سبينوزا \” الشيء المتناهي في جنسه متى امكن حده بشيء آخر من طبيعته, فنقول عن جسم متناهي لاننا نستطيع تصور جسما اعظم منه. وعلى ذلك فالمعنى المحصل بمعنى الكلمة هو معنى اللامتناهي او الجوهر المطلق وبه يجب الابتداء\” (1) تعقيبي على العبارة أجمله بالتالي :
– الشيء المتناهي يمكن حده بمتناه من نوعه عبارة سليمة صائبة لا يمكن تخطئتها. لكن السؤال هل وحدة المجانسة النوعية بين متناهين يكون سببا كافيا ل(حد) احدهما بدلالة الاخر؟ الجواب نعم. لكن خلاف هذا لا يوجد مطلقين متجانسين بالماهية والصفات منعزلين بثنائية منفصلة الواحدة عن الاخرى لذا لا يمكننا حد المطلق ابدا.. لا يوجد مطلق منقسم على نفسه فالمطلق وحدة كلية في مجانسة نوعية واحدة. لكن هذا لا ينطبق على متناهيين من نفس الطبيعة والنوع حيث يكون انفصالهما واردا..
التفريق بين المتناهي المحدود واللامتناهي (المطلق) غير المحدود هو انهما لا يحملان مجانسة نوعية واحدة حتى في حال جاز لنا التفريق بينهما على اساس الطبيعة غير التجانسية الواحدة . التجانس النوعي بين شيئين متناهين لا مشكلة في توسيط (حد) احدهما بدلالة الاخر. ولكن لا يوجد متناه محدود يحمل صفات مطلق غير محدود.
مثال ذلك عندما نتعامل بالساعة عن قياس وقت او زمان لقياس مقدار حركة جسم داخل زمان فنحن نتعامل مع زمن متناه محدود يحمل ماهية وصفات مطلق الزمان غير المحدود لا تتغير برصدنا مقدار حركة الجسم بواسطة ساعة التوقيت. الزمن المحدود الذي نتصوره متناه حصلنا عليه بتوقيت الساعة هو ليس زمنا بل هو مقدار حركة الجسم داخل مطلق زماني.
أي الزمن واحد ولا يمكن تجزئته الى زمن متناه لا يشابه مجانسته بالماهية والصفات مع مطلق زمني..كل متناه لا يجانس مطلقا افتراضيا من نوعه. فالمتناهي محدود بالمجانسة النوعية لوحده, لذا لا يرتبط المتناهي مع المطلق ابدا لا في اختلاف المجانسة بينهما ولا في افتراض وحدة المجانسة غير الموجودة بينهما.ولا يوجد مجانسة طبيعية نوعية تجمع متناهي ومطلق بخاصية نوعية واحدة.
– الشيء المتناهي هو ذلك الشيء الذي يحمل خواصه النوعية المستقلة, وليس شرطا الحكم على متناه بمتناه اكبر منه يجانسه الطبيعة بقياس الحجوم, ولا بقياس الجوهر او الماهية ولا بالصفات. بمختصر العبارة المتناهي هو الذي اكتسب صفته المتناهية باستقلالية المقارنة الحدية بغيره من نوعه. فلا حاجة ان نحد الجسم باكبر منه من نوعه كما في عبارة اسبينوزا.
– المطلق لا يحده مطلق يجانسه الماهية والنوع, فلا يوجد مطلقين منفصلين لا يختلفان بالمجانسة النوعية الماهية والصفات. كذلك المطلق لا يحده متناه لا من نوعه ولا من غير نوعه. بمعنى توضيحي هل يمكننا (حد) مطلق الضوء بمطلق ضوء آخر؟ الجواب لا لسببين :
الاول لا يوجد لا على كوكب الارض ولا في الكون مطلقين يجمعهما تجانسا نوعيا واحدا يحضران بكينونتين منفصلتين احداهما عن الاخرى. مثال ذلك الهواء, الزمان, المكان, وهكذا. وهنا احيل القاريء لمقولة سقراط العبقرية قوله (مطلق الزمان لا يحد بزمان ) بمعنى لا يوجد مطلقين للزمان بل مطلق واحد يملا الكون والطبيعة والفضاء. وهو كلية مستقلة لا يقبل القسمة على نفسه ولا يقبل المجانسة النوعية بغيره. من المحال خلق مطلقين لزمان واحد. او لضوء واحد غير الذي نعيشه ارضيا وكونيا.
– ننتقل الى معالجة ثانية وردت عرضيا في ثنايا عبارة اسبينوزا اتناولها من جانب لغوي هو لماذا لا يكون معنى المفردة اللغوية هي دلالة مطابقة المعنى المقصود مثلا عندما تقول كتاب باللفظة المفردة لا يمكن إحالتها تاويليا لمعنى غيرمدلول محدد لاغيره هو كتاب.
اللغة والمتناهي
السؤال لماذا يكون النسق اللغوي متناهيا يمكن حده بمجانسة نوعية لغوية اخرى من جنسها؟
جواب التساؤل هو ان اللغة لا يحكمها قانون النسبي المتناهي ولا المطلق اللامتناهي بل يحكمها معنى الدال والمدلول من حيث اللغة هي معنى مجرد نستطيع حده متى نشاء. لذا اللغة متناه ومطلق معا. لكن اللغة التي نتداولها تواصليا لا تحدها الآلة مثل الحاسوب مثلا. بمعنى ما يحد اللغة هي لغة اخرى من طبيعتها تجانسها الماهية والصفات. الآلة لا تمتلك الارادة كما يفعل الانسان في إمكانية تقطيع اوصال اللغة النسقي.
– اسبينوزا حصر الدلالة اللغوية في المفردة المتناهية من حيث لا يوجد باللغة مطلقا يمكننا حده بلغة اخرى من نوعه فيصبح المطلق متناهيا. مطلق اللغة كغيره من مفاهيم مطلقة نعيشها لا يقبل المتناهي الدائم باستقلالية .. اللغة متناه يحمل صفات وماهية المطلق اللغوي. بتعبير آخر اللغة متناه ومطلق بنفس الوقت.
– في اللغة حدود المتناهي أن المفردة اللغوية تحمل دلالة معناها في جنسها النوعي, فالمفردة اللغوية لا تحمل اكثر من حمولة مدلولها المطابق لشيء, ولا مجال أن يكون عدم المجانسة بين تعبير مفردة اللغة عن الشيء سببا في إختلاف الدال والمدلول.
المتناهي واللامتناهي في الفكر
التفكير متناه في محدودية القدرة على معرفة وفهم أشياء من العالم وليس كل العالم. ويكون التفكير الخيالي خاملا حسب توصيف ديفيد هيوم كونه يستنفد نفسه قبل تمام إدراك مواضيعه المستمدة من عالم لامتناه.
لا يتمكن التفكير الخيالي التموضع الكامل لادراكه اللامتناهي. عن هذه الحقيقة يعبّر ديكارت \”ربما يوجد ما لانهاية له من الاشياء في العالم, وفي المباينة مع ذلك فليس عندي في الفاهمة أية فكرة عنه\”.
ليس بعيدا ولا غريبا تكرار المقولة الفلسفية أن ما يعرفه الانسان ليس أكثر مما يدركه فعلا.في محاولة المتناهي المحدود معرفة اللامتناهي المطلق محاولة عقيمة لا معنى لها, فالتفكير الخيالي لا يستطيع فهم أشياء لا تكون لها معرفة صورية حتى بالتعريف البسيط لها بالذاكرة… يصف ريكور الإرادة بأنها ذات سعة ومجال بلا نهاية.
ألارادة لها سعة ومجال تفكيري بلا نهاية صحيحة, لكن فاعلية الإرادة التخييلية إنما تكون في المتحقق المنجز لما تقصده وتبتغيه في ممارسة سلوك وعي قصدي..ويقصد باللامتناهي المطلق فلسفيا هو الخالق غير المدرك بصفاته وليس ببعض ماهويته الإفتراضية الذاتية. هذا اللامتناهي الذي لا يمكن الإحاطة به.
أما المتناهي فهو المدرك الذي يمكننا تحديده بالمقارنة مع متناه آخر يشاركه المجانسة النوعية. ومن الصعب إستطاعتنا تحديد اللامتناهي( المطلق) لأننا نحتاج الى حده بشيء يجانسه النوع وهومحال. أي يتعذر تحديد اللامتناهي بشيء يمتلك قدرة المداخلة الجدلية مع المتناهي.
هنا أود تثبيت نقطتين لماذا نستطيع إدراك المتناهي ولا نستطيع إدراك اللامتناهي,؟
إدراك المتناهي هو إدراك لشيء متعّين محدد بخواص المادة التي تدركها عقولنا (الطول, العرض, الارتفاع , الزمن). وهو ما لا ينطبق على اللامتناهي(المطلق) الذي لا يمتلك مثل هذه الصفات التي يدركها العقل.
من المهم توضيح ان النسبي او المتناهي اكتسب انطولوجيته وهويته الوجودية باستقلالية تامة عن المطلق الذي لا يجانسه الماهية والصفات. لا يوجد مطلق يشترك بالمجانسة النوعية لا مع متناه غيره ولا مع مطلق آخر غيره.
والسبب الثاني أن كل محدود هو سلب بتعبير اسبينوزا وهيجل, أي كل محدود يفقد العديد من الصفات الايجابية التي يمتلكها لحساب تعينّه المادي السلبي. فاللامتناهي لا يخضع لتجريد عقلي يدركه بتحديد صفات له هو لا يستطيعها اولا ولا مدركة من قبل العقل ايضا.
أمام هذا المعنى أثار لا يبنتيز طرحا إشكاليا معتبرا \” كل معنى محدّد, أيّا كان, وكل معنى لا يحتوي المتناهي هو معنى مجرد ناقص\”. كون الإدراك العقلي تعتريه المحدودية وتحكمه إدراكيا.هذا التداخل الإشكالي الذي يقيمه لايبنتيز على منطق رياضي هو المتواليات العددية والمتواليات الهندسية التي لها بداية ولا تكون لها نهاية. فهي تكون بحكم اللامتناهي الذي تختلف مع كل متناه مدرك بالمجانسة النوعية.
وهو حكم رياضي لا يمكننا تعميمه على مدركاتنا الاشياء وموجودات العالم الخارجي, فهذه تكون محدودة انطولوجيا متناهية وتحتويها لا متناهيات وجودية.
أما رأي كانط الذي يرى الناس كائنات متناهية يعيشون في عالم لا متناه يجب أن يكون هذا اللامتناهي محدودا بزمان وإلا أصبح وجودا يمكن الإحاطة بإدراكه ولو جزئيا. لو نحن حاكمنا عبارة كانط بفهم اسبينوزا الذي يرى أن الموجود بغض النظرعن كونه متناهيا أو لامتناهيا لا فرق فهو يدرك بدلالة الجوهر, ولا يدرك الجوهر بدلالة الوجود.
بهذا المعنى تكون أطروحة كانط في إمكانية الإحاطة بمحدودية اللامتناهي بمحدودية الزمان الذي يحتويه خاطئة تماما كون الزمان مخلوقا أزليا يكون لامتناهيا لنا نحن البشر لكنه متناهيا مخلوقا من لامتناه لاندركه هو الله . جعل انشتاين الزمن بعدا رابعا من أبعاد المدرك الشيئي المكاني الموجود يعود لإدراك العقل الذي يفهم ويدرك ماهو مكاني بدلالة زمانه.
ونختم بعبارة ثانية لكانط يقول بها\” ليس للعالم بداية ولا حدود بل هو لامتناه. والزمان الذي يحد العالم يتوجب أن يسبقه زمان له بداية,, وبداية الزمان هي فراغ كلي واذا لم يكن للعالم بداية ولا حدود فهو لامتناه. إن ما يلفت النظر أن كانط لا يحدد مقصوده الدقيق بالعالم هل هو الكونالماوراء الطبيعة أم العالم الانساني على الارض؟.
الانسان المتناهي والانسان المطلق
هل الانسان متناه محدود ام هو مطلق غير متناه ولا محدود ام هو كليهما معا؟
الاجابة على هذا التساؤل الذي اثرناه هو أن الانسان وجود متناه محدود يحتويه مطلق النوع غير المتناهي غير المحدود. فهو محدود بمحدودية الكينونة, وهو غير محدود بمطلق دلالة العقل المفكر الذي تحمله كينونة الانسان.
الحقيقة عندما نجعل الانسان متناهيا بدلالة كينونته الجسمانية المنفردة نقع بمحذور اننا حددنا الانسان بيولوجيا متناهيا بدلالة الكينونة بمعزل عن مطلق العقل والفكر الذي يحمله.
حين يقول ديكارت \”انا افكر اذن انا موجود \” هو اعطى الوجود الانساني تناهي الوجود بدلالة مطلق الفكر. ناهيك عن صحة عبارة الفكر لا يصنع الوجود. فالوجود سابق على الفكر وليس لاحقا عليه. في الكوجيتو ديكارت اعطى الانسان ميزتين اثنتين, الاولى ان الفكر يحدد وجوده وهو خطا اشرنا له. والثاني الاهم ان الانسان وجود محدود متناه داخل مطلق الوجود الانساني كنوع, ومطلق داخل الكينونة العقلية الفكرية التي يمتاز بها عن غيره من المخلوقات المحدودة بدلالة بيولوجيا الوجود.
اما حين نقرأ تفنيد سارتر للكوجيتو في عكسه تماما قوله \” انا موجود اذن انا افكر\” بهذا اعطى سارتر وجود الانسان عدة ميزات هي:
– الوجود سابق على الفكر , والفكر لا يصنع الوجود.
– حين اعتبر سارتر وجود الانسان سابقا تفكيره, بهذا اعطى سارتر بخلاف اسبقية الوجود المحكوم بالمتناهي المحدود, الى مطلق كينونة الانسان بدلالة مطلقية العقل والتفكير. هنا يكون مطلق الانسان ليس بدلالة محدودية الجسم بايولوجيا بل بدلالة مطلق العقل كجوهر مفكر لامتناه غير محدود.
– الميزة الثالثة هي ان سارتر اسبغ على الانسان صفة الجدل المطلق القائم على التفكير . هنا سارتر يماهي هيجل ويسايره بمثالية التفكير على صعيد الفكر فقط علما ان سارتر يؤمن بمادية اسبقية الوجود على التفكير – والجدل مطلق غير محدود. كون الحركة قانون كوني يحكم الطبيعة والانسان والكون.
– رابعا سارتر اعطى الانسان مركزية نوعية مطلقة تلغي متناهي الانسان بالقياس لنوعه. في حين نجد عبارة هيجل( الواقع جدلي لأن طبيعة عقل الانسان جدليا) بمعنى متناهي الانسان يؤكده متناهي الجدل في الواقع الذي تحكمنا قوانين الطبيعة فيه. بهذه العبارة اعطى هيجل قمة المثالية الساذجة حينما اعتبر ديالكتيك العقل الطبيعية تسبق ديالكتيك الواقع الطبيعي ايضا. وهو ما اثار حفيظة ماركس في تغليبه جدل الواقع على جدل الفكر المتعالق به.
هيجل إعتبر كينونة الانسان متناهية محدودة بدلالة بيولوجيا الجسم. وجود الانسان في الطبيعة كجسم فقط تنطبق عليه محددات المادة . في حين الانسان مطلق نوعي بدلالة امتلاكه العقل وماهية التفكير.
ملاحظة: كيف يستطيع الانسان تمييز النسبي الارضي عن المطلق الكوني بضوء النظرية النسبية العامة لانشتاين اعتباره كل شيء بالوجود والكوني هو مطلقا؟ التمييز بين المطلق اللامتناهي بالنسبة للزمن قال به نيوتن (1643 – 1727 معتبرا الزمن الارضي هو نسبي والزمن الكوني هو المطلق, لكن في نسبية انشتاين نسف مفهوم المطلق الزمني بدلالة سرعة الضوء 300الف كيلومتر في الثانية لجسم متحرك بسرعة الضوء في الفضاء, أي انشتاين تعامل مع مطلق الوجود في الجسم المتحرك بسرعة الضوء في الكون الذي كلما زادت سرعة الجسم يقل مقدار الزمن عكسيا. وعندما نكون على الارض فنسبية الزمان لا تقاس بالسنوات الضوئية بل تكون في نسبية مقدار حركة الجسم بدلالة زمن الارض وهي 300 متر في الثانية, وليس بالسنوات الضوئية. عليه يكون تعاملنا الفلسفي هو غير الفيزيائي العلمي.
علي محمد اليوسف /الموصل
هامش 1. الحداثة وما بعد الحداثة / طلعت عبد الحميد , عصام الدين هلال, محسن خضر ص 39