المجلة الثقافية الجزائرية

اخر المقالات

اعتذارات الديكتاتور

الحسين سليم حسن

الديكتاتور لا يعتذر
أنجبتني صبحة في يوم عادي جدا” ،كانت ترعى الغنم فيه كعادتها ، فتلقفتني الأرض الموحلة ،لا أب ينتظر قدوم مولده ،ولا عصافير تزقزق ،كل مافي المشهد غبار ورائحة روث ،وهذا مايفسر لاحقا” امتعاضي من الفن التشكيلي وعدم متعتي في حضور عرض مسرحي ، وأنه إن كانت متعتي تقتصر في حضور عرض ما ،فهو يقينا” عرض عسكري .
بعدها وعندما كبرت قليلا” صفعتها لإنجابها لي وسط كل هذه القذارة ،فلم تتردد مطلقا” في قرارها ،في صر أغراضي بشماخ والدي الشبحي ،وإرسالي إلى ديار أخوالي .
تبولت على نفسي في طريقي إلى ديار الأخوال خوفا” من الضباب والمجهول ،وجف البول على سروالي ،فانتابتني رغبة في التبول على صبحة بعد قتلها ،وحينها انفصلت عن العالم ولم أعد أستطيع رؤية شيء لا بسبب الضباب الذي في السماء بل بسبب الضباب الذي في داخلي .
رافقني البول والكراهية ومحاولة الموت الساذجة طوال طريقي نحو ديار أخوالي ،والتي أدركت لاحقا” بأنها لم تكن تلك الجنة المزعومة حين تعلمت القراءة وقرأت المصحف الشريف وعندها أدركت أن الجنة مازالت بعيدة وهذا ما جعلني سعيدا” ،فقد فهمت بأن صبحة لم تنجبني هباء ،لقد ولدت لأصنع جنتي ،ولذا تنفست في الماضي بعمق حين وصلت ديار أخوالي ونزعت عني سروالي النتن كخطوة أولى في صنع جنتي المجهولة !

(القومية العربية) ،(يجب اسقاط الحكم الملكي ) ،جمل ترددت على مسامعي في ديار الخال خير الله ،فأضفتها إلى قاموسي الصغير الذي في رأسي ،قاموس الجنة المجهولة .
وفي ديار الخال لم أعد أرى الضباب ،وإنما كان كل شيء واضحا” للغاية كما الأصوات حادة والضجيج المستمر للأحداث يمنعك من محاولات الموت الساذجة .
كنت أتحسس بنطالي و أبتسم لحظة إدراكي جفافه التام ،فأنظر باستعلاء لأولاد خالي النظيفين على الدوام ،وأشعر بالفخر أنني أكبرهم ،وأنهم مقيدون في المنزل على الدوام أما أنا فقد ولدت حرا” ،وبقيت حرا” حتى هنا في منزل خالي أخرج حينما يحلو لي لأفتش عن الوصفة السحرية لجنتي .
خلف جدران منزل الخال ثمة عبارات وأفعال أشد متعة” ،على نحو يجعلك حتى تحب صبحة ،وتنسى أمر التبول اللاٱرادي ،والمحاولات اليائسة لفهم عبارات خالي التي يرددها في جلساته مع رجال جاؤوا ربما من جنة ما .
تعرفت مثلا” بشلة من الشبان لا يضجر الإنسان بقربهم أبدا” ،فقد كان لديهم الكثير من الأشياء والمواهب التي تجعلك تتغافل عن رغبتك في امتلاك جنتك الشخصية ،ومعهم تشعر أن الجنة بقرب أناس أجمل ،أو ربما هم بحد ذاتهم الجنة ،لأن معهم تشعر بأنك لاتحتاج حتى إلى الجنة ،ويمكنك من تجاوز حتى تبولك اللاإرادي ،طالما أن رائحة البول تغدو دليلا” على الانتماء ،رمزا” للقوة ،أو ضمانا” لعرش الاستحواذ على الحياة .
كل شيء معهم مباح ،عبثي ،مكشر عن أسنانه ،حقيقي للغاية لدرجة العراء ،التعري وتوحد الأجساد ،الروائح النتنة ،ولاحقا” النهب والتلويح بالسكاكين حتى الاستحواذ الكلي ،النشوة العظمى ،الحافة المصقولة في أقصى العبث ،اغتصاب راقصة في ملهى ليلي .

(صدام حسين المجيد ) أدركت اسمي للمرة الأولى لما كتب في وثيقة الإفراج عني دون زملائي ،بعد اغتصابنا الراقصة أو ربما اغتصابهم هم ،فقد اعتدنا على أن ننسب أفعالنا للجماعة كلها .
قال خالي بأنهم أفرجوا عني لصغر سني ،وأنه من المحال أن أكون قد اشتركت في الجرم ،لم أفهم حينها مايقصد لكن لما وضب لي أغراضي مرسلا” إياي في عربة إلى صبحة مرة أخرى، توعدت له في سري أنني ذات يوم سأغتصب له ابنته ساجدة .
كانت صبحة قد جلبت للمنزل رجلا” قبيحا” مثلها ،له رائحة النتن ذاتها ،والذي لم يستغرق مطولا” في إبعادي عن جنتي وزجي في جهنمه .
كنت أحتفظ بسكين منذ أيام الشلة ،وذات يوم طعنته بها فقد ضقت ذرعا” به ومن انتظاري له بأن يدرك بأنني (صدام حسين المجيد) كما جاء في وثيقة الإفراج ،وأنه لا يمكنه سجني ،فأنا لست كأولاد خالي مثير للشفقة وإنما أنا أخرج حينما يحلو لي وإلى أي مكان أريده .
لكنني تبولت على نفسي بعد انقطاع لمدة طويلة ،وحين أرسلتني صبحة هذه المرة إلى ديار الأخوال أطلقت في داخلي قهقهة طويلة الأمد ،فسوف تتسنى الفرصة مجددا” لي في فهم عبارات خالي ،واغتصاب ساجدة والاحتفاظ بوثيقة الإفراج التي تمثل بوابة دخول إلى جنتي المجهولة .
لكن هذه المرة لن أخرج للقاء الشلة ،فقد أصبحت بغنى عنها ،وحين طعنت زوج أمي طعنته بمفردي ،صدام حسين المجيد قادر على تغيير مساره بمفرده ،كأن يتخلص مجددا” من صبحة وأن يرتفع مجددا” إلى مكان لا ضباب فيه ،لكن مع الاحتفاظ بسكينتي في جيب سروالي الملوث بالبول .

سألت نفسي ذات يوم : أيعقل أن خالي حارب البريطانيين بواسطة سكين ؟ ثم حين تعلمت القراءة و قرأت عن الحروب أدركت أن أمرها أشد تعقيدا” من سكين محتفظ بها في جيب السروال .
لذا وضعت نصب عيني حلم الكلية العسكرية حيث يوجد أسلحة أشد فتكا” وتأثيرا” بما يليق بصدام حسين المجيد و بجنته الموعودة .
لكن حين لم أحظ بالعلامات اللازمة لدخول الكلية ، قررت أن تكون القومية العربية هي جنتي ومن أجلها سأشهر أقوى الأسلحة ،على نحو أفضل حتى من هتلر الذي يتغنى به خالي .
نعم ،فالملك لا يعجبني وهو يشبه أولاد خالي في نظافة سرواله المثيرة للشفقة والرغبة في التبول عليه ،والسخرية من مؤخرته وعضوه الصغير ،فهو لايليق بأن يعيش مع صدام في بلاد واحدة .
لذا انضممت إلى حزب البعث العربي حيث مكمن الرجال الحقيقيين ،الرجال العرب الفرسان الشجعان حيث الجنة تضحك بوجودهم ،وخرجت في المظاهرات لإسقاط الحكم الملكي ،وأصبحت داعية سياسيا” شهيرا” في صفوف الحزب .
لكن صدام لا يليق به اتباع أسلوب صبحة في الصراخ والعويل ،صدام الذي بحوزته وثيقة إفراج من حادثة اغتصاب لا يليق له سوى السيف كما الفرسان لكنني حين كنت أتحرق شوقا” لاستخدام السلاح في قتل أحدهم اعتقلت .
وهناك في المعتقل رأيت الضباب مجددا” ،وشعرت بأن صبحة وزوجها انتصروا علي ،وأنني سأغرق في بولي دون أن أجلس على عرش جنتي ،وأنني لو خرجت من المعتقل سأقتل صبحة وأغتصب ساجدة ،وأتغوط على الملك ،وأحمل الكلاشينكوف وأطلق النار في الهواء الطلق احتفالا” بأنني عربي ،شجاع ،رجل قادر على تجنب التبول في سرواله .

سقط الحكم الملكي واغتيل الملك وعائلته ،وسحل أحدهم وقطع ،لكنني لم أحظ بهذا الشرف ،كان أحد الضباط الأحرار من نال هذا الشرف ،ولم أكن أنا لأن الحياة العسكرية بقيت حلما” بعيدا” .
لكن صدام حسين المجيد سيصنع شرفه بيديه ،شرف يشبه عهد شلتنا في الصغر ،لكي أضمن جنة مماثلة ،حيث تشعر بأن العالم ملك يديك دون أي خوف أو دخلاء على الطمأنينة الداخلية التي يبعثها اللهو وتأييد الجماعة ،هؤلاء الدخلاء أمثال صبحة وزوجها .
سقوط الحكم الملكي بانقلاب عسكري ،جعلني أخرج من المعتقل شخصا” آخرا” ،شخصا” فهم أن قتل صبحة وزوجها أو اغتصاب ساجدة لن يفيد بشيء ،وأنه عليه أن يبحث عن ضحية قتلها يجعله بطلا” ،بما يرسخ اسم صدام حسين المجيد في وثيقة أكثر أهمية من وثيقة الإفراج تلك ،وبمفرده كي ينال ود أكبر جماعة بأسرع الطرق ،جماعة أقرب ٱلى الجنة من شلتنا القديمة .
وقد عثرت على تلك الضحية فيما بعد ،وكانت تلك فرصتي .
كنت قد حظيت بشهرة واسعة في صفوف حزب البعث فقد كنت أتماهى مع الحزب قلبا” وقالبا”،وكنت محبوبا” لدى الجميع ،نعم هذه هي الكلمة التي عرفتها لاحقا”(المحبوب) هو الذي تشعر الجماعة معه بالنشوة ،تلك النشوة ذاتها التي كنت أشعر بها مع شلتنا القديمة ، نشوة الفرد بقوة الجماعة،لكن هذه المرة كان الوضع معاكسا” ،وفي هذه المرة كانت زهزهة الانتماء أشد لذة .
كان (عبد الكريم قاسم ) أحد الضباط الذين شاركوا في الانقلاب ضد النظام الملكي ،قد أصبح رئيسا” للوزراء ،وكان شيوعيا” لا يؤمن بالقومية العربية ،أي لايؤمن بأن مبادئي القومية هي المفاتيح الصحيحة لبوابة جنتي المجهولة .
سيطر عبد الكريم قاسم على كل مافي البلاد وكأنه يبني جنته الخاصة ،تلك الجنة الغريبة عني تماما” جنة لا يهمها الولاء ولا الشجاعة ولا فرفشات الجماعة ،جنة حيث لادبكة عربية ،ولا رجال خارقين عرب يهابهم العالم ،ولا يهللون لهم أفراد عشيراتهم وقبائلهم وجماعتهم الذين يقفزون لهيبتهم ويذرفون الدموع عليهم لرؤيتهم من بعيد .
كانت جنة خرقاء بدا فيها هو نفسه تعيسا” ،ومنظر وجهه يجلب السوء ،يثرثر على الدوام كلاما” غير مفهوم ودخيلا” على ثقافتنا .
كانت جماعتنا قد ضاقت ذرعا” به ،فكيف لرجل أضعف منا جميعا” في البنية الجسدية ،نحن العرب الفحول الصناديد ،أن نمشي وراء ذلك المسخ ذي الخصيتين الضامرتين .
لذا شكلنا جماعة من الحزبيين واتجهنا لقتل ذلك المسخ الذي لايليق بالجنة التي يطمح إليها صدام حسين المجيد .
لكننا حينها أخفقنا وتلقيت رصاصة في قدمي ،لكن نجحت في الفرار .
نعم ،حملت هذه المرة مسدسا” لا سكينا” ،وهذا ما يليق بي كرجل عربي تحبه جماعة أقرب إلى الجنة من شلتنا القديمة الملوحة بالسكاكين .
لكن هذا الإخفاق غير مسار جنتي تماما” ،فقد حكمت غيابيا” بالإعدام ،كان شيء ما يشدني إلى الوحل مجددا” ،لذا ركضت وركضت دون أي توقف وتبللت بالعرق لا البول إلى ماوراء حدود وحدود .

دخلت مصر بعد سوريا ،وأصبحت المسؤول هناك عن الترويج لأفكار حزبنا ، ووولجت كلية الحقوق بفضل خالي خير الله فأصبح اسم صدام حسين مكتوبا” على بطاقة جامعية تلغي وثيقة الإفراج وتدفعه لتمزيقها .وتمزيق فكرة اغتصاب ساجدة التي أصبحت لاتليق بالطالب الجامعي (صدام حسين المجيد ) الداعية النشط في أشرف حزب في التاريخ ،علاوة على حديث ساجدة الغير مفهوم بالنسبة لي والذي يثير فيك الفضول لما تشعر بأنه مثير للاهتمام تماما” كحديث شلة السكاكين القديمة ،لكن على نحو يمنحك فرصا” أخرى في تغيير مسار جنتك إلى جانب امرأة جميلة كما يقول العربان ،عندما تقف بجانبك وتكون لائقة بصدام حسين المجيد الذي كرمه لاحقا” الحزب على جهوده ومنحه العضوية أثناء تواجده في مصر ،وذلك من قبل مؤسس حزبنا العظيم ميشيل عفلق ،أبي الروحي وهذا ما دفعني بعد حين لما أصبحت ملكا” لجمهورية العراق بأن أجيء بجثمانه وأدفنه في قبر لائق في بغداد ،قبر يليق بوالدي الذي منحني عضوية في الحياة .
بعد فترة ،قام عبد السلام عارف وهو ضابط آخر من حركة الضباط الأحرار الذين ساهموا في إسقاط الحكم الملكي بانقلاب ضد عبد الكريم قاسم الشيوعي المخزي للعراق ،واغتيل الأخير على الهواء مباشرة .
فعدت برفقة زوجتي بعد صدور مرسوم العفو عني ،وبعد أن وصلت العراق بفترة قصيرة غضب الرئيس الجديد من البعثيين واتهمهم بمحاولات في إسقاطه ،فقد كان الآخر كالذي سبقه متبجح للغاية بأفكار من الحكم الملكي والتأورب والكلام الفارغ الذي لايجلب طمأنينة الجماعة .
اعتقلنا جميعا” وزجننا في سجونه ،كانت ساجدة قد أنجبت لي وقتها ابنا” سميته عدي ،وقبل أن أحدد موقفي من ذلك الطفل وضعت في سجون عبد السلام عارف .
وهناك في المعتقل ولأول مرة كرهت سكينتي التي كنت قد احتفظت بها في جيبي في الصغر ،وشلتنا القديمة والمسدس الذي أطلقت النار به على الرئيس السابق ،وبكيت من العار أنني ذات يوم كنت أفكر باغتصاب ساجدة ،فقد عرفت معنى العذاب الجسدي في معتقلات عارف ،وأدركت أن الجماعة لاتنفع أحيانا” ،فقد كنت موجودا” بين جماعة من المعتقلين نتعرض للتعذيب جميعا” على نحو تحب فيه صبحة وزوجها .
وحينها فقط أدركت كم كنت ساذجا” وأن صدام حسين المجيد ليس له طريق آخر سوى أن يقود كل العرب في العراق ذات يوم ،كي يحصل على طمأنينة الجماعة المفقودة ،على جنته الضائعة .

قامت ثورة البعث إثر وفاة عارف لسقوط طائرته الهيليكوبتر ،وتسلم أخيه المهذب جدا” الحكم ،وبذلك قمنا ببساطة بالإطاحة بنظام حكمه بانقلاب عسكري .
وأصبح صدام حسين المجيد على نحو أسرع مما توقعته ،رجل سياسة ذي منصب يضمن له الخطى الأولى في الاستيلاء على عرش الحياة في العراق ،عرش طمأنينة الجماعة .
عينت نائبا” لرئيس الجمهورية العراقية البعثية (أحمد حسن البكر ) ولأنني كنت قد عينت سابقا في لجنة الاستخبارات الحزبية فقد تشكلت لدي معرفة واسعة عن كل صغيرة وكبيرة في البلاد ،من الاقتصاد والنفط حتى التعليم ،وفرضت التعليم مرفقا” بالعقاب لمن يخالف ،فعلى جماعتي أن تكون كصدام حسين المجيد متعلمة ومثقفة قوميا” .
على الجميع أن يعرف تاريخ العرب العظيم ،ويدرك فرصنا القومية في النهوض والوحدة فيما بيننا ،تحت عباءة صدام حسين المجيد الجامعة لكل أفراد الأمة .
وشيئا” فشيئا” أرغمت الرئيس على التنحي جانبا” ليتسنى للقدر المحتوم بأن يتحقق ،قدر هذا الشعب والأمة ،قدر العراق بأن يحتضن صدام حسين المجيد ويدلله بالطريقة التي تحلو له .
وفي ذلك اليوم الذي استلمت فيه أعلى سلطة ،علمت أن الجنة كانت أبسط مما أعتقد ،إنها محض قرار ينص على تعيينك رئيسا” لجمهورية ،لك أذرع في كل شبر منها ،وليس عليك بعد الآن تخيل شكل الجنة ،وإنما التفكير بكيفية زركشتها وتزيينها ،بما يليق بهالتك فوق العرش .
وأول خطوة لتزيينها هي التخلص من الشخوص المقربة التي تقض مضجع صدام حسين المجيد والتي لم يعد لها نفع ،وإنما أصبحت تشكل خطرا”،وأولهم المقربون في الحزب الذين يثرثرون كثيرا” ،فليس على صدام حسين المجيد أن ينصت ،بل أن ينصت له ،فهو الآن أكبر من في الأمة ،كما الله الذي يساند صدام أكبر من الجميع ،لذا توجب علي إضافة عبارة الله أكبر إلى العلم الرسمي لجنة صدام المطلقة .

احصائيات ووقائع
خلال فترة حكم صدام حسين للعراق قتل أكثر من أربعة ملايين مواطن عراقي ،توزعت أعدادهم مابين الحرب العراقية الإيرانية التي شنها صدام ضد الخميني تحنبا” للمد الشيعي الإسلاموي باتجاه العراق ،ومابين مجزرة الدجيل التي قتل فيها أكثر من ١٤٨ مواطنا” عراقيا” من سكان البلاد انتقاما” لمحاولة اغتياله من قبل أعضاء من حزب الدعوة الإسلامية التابع لإيران حينها ،إضافة لحملة الأنفال التي قادها الجيش العراقي ضد الأكراد الذين ثاروا ضد نظامه القومي ،واستخدم فيها الجيش العراقي أسلحة كيميائية محظورة دوليا” في قصفه لمدينة حلبجة شمال العراق بحجة التعامل مع إيران .
فضلا” عن حرب صدام العبثية في الكويت ،والتي الغرض منها الاستحواذ على نفطها لسد عجز بلاده التي أرهقتها الحرب مع إيران ،إلى جانب موت الكثيرين نتيجة العقوبات الاقتصادية على العراق التي فرضت ردا” على حربها مع الكويت .
وأثناء نطق الحكم على صدام في جلسة محاكمته الأخيرة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية ،ردد صدام :
يسقط العملاء ،يسقط أعداء الأمة ،الله أكبر …
وعندما سيق به إلى حبل المشنقة ،مشى بكل ثقة ،ورفض وضع العصابة القماشية السوداء على عينيه ،قائلا” بأنه لا يهاب الموت وأنه كان يتوقع أن يعدم يوما” ما .
وأثناء تنفيذ الحكم نطق صدام الشهادتين ،وكان ذلك في صبيحة أول أيام عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون جميعا” في كل بقاع العالم .