حسين جداونه
1 ـ قسطرة
تقلّب بين قنوات الأخبار المحليّة والعالميّة..
تراكض الأطفال خلف بعضهم من غرفة إلى غرفة بصخب.. أشعل سيجارة من أخرى.. وضعت زوجته أمامه طبق الفاكهة، وهي تقول له: صحتك.. يا رجل!
نفث من فمه غمامة من الدخان انتشرت بينهما.. غمغم: اطمئنّي.. الصحة مصانة.. لكنّ الكرامة مهدرة دماؤها.. وارت وجهها عنه بينما ترقرقت في عينيها الدموع…
أطبق بقبضته على علبة السجائر.. هصرها بقوّة.. ثمّ رماها في سلة النفايات…
*****
2 ـ خريف
وقفت أمام نافذتها تتأمل حديقة المنزل الخلفية..
الأشجار تساقطت أوراقها، فبدت الأغصان بالرغم من عريها، متشبّثة بساقها..
أخذت نفسًا عميقًا.. ثم استدارت إلى الداخل.. وعيناها تشعان بقرار ما..
اتجهت مباشرة إلى هاتفها…
ـ ألو.. حسنًا، ابدأ بالإجراءات…!
*****
3 ـ رحلة
وجد نفسه في حديقة للزهور..
أخذ يبحث عنها..
جابها طولا وعرضًا..
خرج منها: مكفهرّ الوجه.. متهدّل الحاجبين.. محنيّ الظهر…
*****
4 ـ صداقة
وقفنا متقابلين..
تبادلنا النظرات نفسها.. ابتسمنا معًا.. وبالمقدار نفسه، اقتربنا من بعضنا بعضًا.. تصافحنا بحرارة.. وعندما تعانقنا أجهشنا بالبكاء..
قبل أن يتماهى أحدنا في الآخر…
*****
5 ـ تحليل
رأيت علقة صامتًا هادئًا على غير عادته..
بادرته بالسؤال: كيف أصبحت يا صديقي؟
تجاهل علقمة سؤالي، ثمّ قال كأنه يستأنف حديثًا سابقًا:
في الفترة السابقة كان الفيس بوك يقترح عليّ مواقع تتعلق بالأخبار والسياسية والدين..
في الفترة الحالية صار يقترح عليّ مواقع تتعلق بالأمراض النفسية وبالاكتئاب خاصة..
ترى لماذا هذا التحول؟!
قبل أن أفتح فمي، عرض عليّ مرافقته بمشوار مهم…
*****
6 ـ إنسانيّة
كانت تراودني الشكوك بين الحين والآخر..
اليوم، تأكدت من الأمر..
رأيتني أبتسم، بينما كان الطفل يرتعد خوفًا…
*****
7 ـ روم
كلا، الرصاصة التي استقرت في قلبي لم تقتلني..
الابتسامة التي رأيتها في عينيك هي التي اغتالتني…
*****
8 ـ عزاء
وماذا بعد، يا علقمة؟
هرش علقمة فروة رأسه، ثمّ تثاءب بكسل..
لا جديد، سوى إنّك ستجد دائمًا من يسخر ألمه من ألمك!
*****
9 ـ كرامة
بين الحين والآخر، يرى أنّ أحدهم صفعه على مرأى من الجميع، وأنّه ظلّ ناكسًا رأسه..
وما إن يستيقظ حتى تنهال على ذاكرته صور كلّ الذين لطمهم على وجوههم، من غير أن ينبسوا بكلمة…
*****
10 ـ مصير
وكذلك..
التي تعطّرت بأطيب العطور..
تـ فـ سّـ خـ ـت…
*****
كاتب من الأردن