المجلة الثقافية الجزائرية

اخر المقالات

الذاكرة المَنْهوبة ( )

تقديم: داود سلمان الشويلي/ العراق

لأول مرة أقدم ما يحتويه كتاب لمؤلف، وهو كتاب “الذاكرة المَنْهوبة – علم الآثار التوراتي وتزوير تاريخ فلسطين والشرق الأدنى القديم”، وهو سيكون خلاصة لما في نظرية المؤرخ العراقي فاضل الربيهي عن جغرافية، وتريخ التوراة.
تحوي فهرست الكتاب المواضيع التالية:
– المدخل.
الفصل الأول: التوراة تدحض خرافة من النيل إلى الفرات.
– اختلاق ملوك أورشليم ولغز (ملكي صادق) في القدس
الفصل الثاني: حروب مملكة سبأ في (مدن يهوذا): التاريخ المسكوت عنه.
– مسألة ( مصر التوراة) وتزوير التاريخ الفلسطيني
الفصل الثالث: “اختراع ” شعب كنعان : التيه اليهودي الجديث.
– الفلسطينيون ليسوا كنعانيين والعرب ليسوا ساميين
– التوراة لم تذكر اسم الفلسطينيين ولا تعرف (فلسطين)
– التوراة وسرجون الثاني ومعركة رفح: كيف جرى تزوير التاريخ الفلسطيني؟
– أحداث التوراة في النقوش الآشورية :لاشيء عن فلسطين
– معارك تجلات بلاسر الثالث في أرض حمير ضد ” عمري الإسرائيلي “
– عزريا اليهودي وتجلات بلاسر الأول في (أرض اليهودية )
– شلمانصر الثالث والصراع مع ملوك اليهود في اليمن
– التوراة لا تعرف (حائط المبكى)
الفصل الرابع: القدس لم تكن عاصمة إسرائيل القديمة: اللاهوتيون وتلفيق تاريخ القدس
الفصل الخامس:خرافة “الشعب الآرامي”: وتخريب تاريخ فلسطين القديم
ملحق النقوش

ببلوغرافيا بأسماء المواضع والأعلام.
***
يتكون كتاب المؤرخ الربيعي “الذاكرة المنهوبة” من خمسة فصول، في كل فصل يناقش مجموعة من المواضيع التي لها علاقة بمضمون كتابه، وهو مضمون يتحدث عن نهب الصهاينة لفلسطين من خلال نهب مدنها، وتراثها، وتاريخها، وهو تاريخ ما زالت تذكره النقوش اليمانية، وأطلاق تسميات على منطق في فلسطين ما زالت هذه التسميات عاملة في جغرافية اليمن رغم ما نجد ان أماء المدن، والمناطق الجغرافية متشابهة في بعض الدول إلا انها هنا نجد شخوصها أيضامتشابهين بالاسم، والفعل، والسلوك، وقصصها الواقعية التي حدثت على أرض اليمن أو الخيالية المنسوجة من مخيال يهودي أو اسرائيلي نشط.
يقول المؤلف في المدخل كتابه:
((سأقدّم هنا تعريفاً موجزاً بهويّة هذا الكتاب ونظريته:
هذا الكتاب، هو مجموعة دراسات مستقلة ومنفصلة عن سلسلة مؤلفاتي السابقة، أو التي شرعت في إصدارها مؤخراً وبشكل مُتتابع تحت عنوان (إسرائيل المتخيلة- منشورات رياض الريس). ولذا فهي ليست تكراراً أو صدى لهذه المؤلفات؛ بل هي دراسات مستقلة، مكتوبة بعناية خاصة وموجهّة لعموم القرّاء من غير المُتخصصيّن، لغرض تبسيط وتلخيص النظرية. أخيراً. هذا الكتاب مكرّس للسجال ضد الأساليب الاحتيالية والمخادعة التي لجأ اليها اللاهوتيون، وعلم الآثار التوراتي، لأجل نهب واستبدال ذاكرة فلسطين وشعوب المنطقة.)). ص4
إذن علينا أن نقرأ الكتاب على انه دراسات مستقلة عن بقية كتبه الأخرى، وتبرهن جميعها على الأساليب التي اتبعها اللاهوتيون، وعلماء الآثار المسيسون كذلك، من أجل نهب، وسلب، وكذلك استبدال ذاكرة الشعوب، وخاصة الشعوب العربية، بذاكرة حسب مقاساتهم، وحسب ما يريدون هم أن تضمه تلك الذاكرة، ((وهكذا بدأت سلسلة لا تنقطع من الأعمال المنهجية والمنظمّة التي قادها اللاهوتيون، واستكملها علماء الآثار من التيار التوراتي، لإنشاء سردية تاريخية تصبح فيها فلسطين هي مسرح التوراة. ثم سرعان ما دخلت هذه السردية المثيرة للجدل والنقد في صلب مناهج التعليم المدرسي(والجامعي) في العالم كله،وبات من شبه المستحيل اقتلاع الأكاذيب والترهات من ميدان البحث التاريخي الأكاديمي.لقد أصبحت هذه الأكاذيب (معطيات علمية) ويا للأسف يرددّها الهواة من الكتاب.)).
وإذا فككنا فصول هذا الكتاب استنادا الى فهرسته فإننا سنلتفي، أول ما نلتقي، بمناقشة كلمتي “الكنعانيين”، و”كسديم” لأنهما المفتاح الذي سيضعنا على سكة ما نريد أن نصل إليه.
ففي الفصل الأوّل يدحض المؤرخ الربيعي وجود كلمة كلدانيين في التوراة العبرية، وان مدينة أور التي خرج منها ابراهيم في العراق هي ليست في العراق، وانما هي أور كسديم (כַּשְׂדִּים). وذلك من خلال قراءته للتوراة المكتوبة بالعبري، فيجدها في اليمن القديم لأنها ما زالت معروفة جغرافيا.
إذن نحن أمام ما تقدمه الترجمة الحالية من مشاكل كثيرة لو استبعدنا النية السيئة للمترجمين، وذلك بتغيير هذه الكلمة الى كلمة أخرى تشابهها في اللفظ، وفي الحروف الى حد ما، وهذا ما فعلته نية السوء للمترجمين الذين ترجموا التوراة المكتوبة باللغة اليونانية الى اللغة الانجليزية، ومنها الى لغات العالم، فذهبت هذه الكلمة مذهب العقيدة الأصلية لليهودية/ الاسرائيلية، وهذا يعني ان الأب المؤسس، ابراهيم، خرج من مدينة أور العراقية، وذهب الى مصر، ومنها عاد الى أرض فلسطين في الشام. هذا لم يحدث كما صورته التوراة، وقدم للعالم على انه الحقيقة التي ما بعدها حقيقة فانطلت على شعوب العالم، ومنهم العرب المصدقين بالدين اليهودي، وبموسى نبيا.
ان سوء النية، أو النية المبيتة لمن ترجم التوراة من اللغة اليونانية الى اللغة الانجليزية، وبعدها الى لغات العالم، قد دفعتهم الى تزوير ما يفيد توجههم، ويخدم مصالحهم، وهو التخلص من يهود أوربا، وجمعهم في مكان واحد، وما قلته سابقا في انهم أختاروا مناطق ثلاثة لتوطين اليهود فيها، وهي: أوغندا، والأرجنتين، وفلسطين، وكانت فلسطين هي ما اختاروه وطنا لمن لا وطن لهم خاصة اليهود الأوربيين، وفي العالم.
قلت ان التزوير طال الجغرافية، والتاريخ، ومن التاريخ هو اختلاق ملوك أورشليم ولغز (ملكي صادق) في القدس.
فالمؤرخ يكذب وجود ملك بهذا الاسم، وانما من خلال مناقشته، وترجمته ما جاء عنه حرفيا من التوراة يصل الى نتيجة حسب النقوش اليمانية، والآثار المكتشفة ان هذا لقب وليس اسم.
***
وعن اسم مصر فان الفصل الثاني المعنون (حروب مملكة سبأ في “مدن يهوذا”: التاريخ المسكوت عنه) في فقرة(مسألة “مصر التوراة” وتزوير التاريخ الفلسطيني)، يناقش فيه الكاتب ذلك، وقد ناقشناها في (الباب الثالث – الجغرافية) من هذا الكتاب، في فقرة “مصر ام مصريم”، هذا الأمر، ولا داعي للاعادة.
***
وفي الفصل الثالث، المعنون (“اختراع” شعب كنعان: التيه اليهودي الجديث). يناقش المؤرخ الربيعي أمور عدة، ويبرهن بالأدلة على عكس ما جاءت به التوراة، من مثل:
– الفلسطينيون ليسوا كنعانيين والعرب ليسوا ساميين.
– التوراة لم تذكر اسم الفلسطينيين ولا تعرف ( فلسطين).
– التوراة وسرجون الثاني ومعركة رفح: كيف جرى تزوير التاريخ الفلسطيني؟
– أحداث التوراة في النقوش الآشورية :لاشيء عن فلسطين.
– معارك تجلات بلاسر الثالث في أرض حمير ضد ” عمري الإسرائيلي “.
– عزريا اليهودي وتجلات بلاسر الأول في (أرض اليهودية ).
– شلمانصر الثالث والصراع مع ملوك اليهود في اليمن.
– التوراة لا تعرف ( حائط المبكى).
***
وفي الفصل الرابع يناقش المؤرخ الربيعي قضية القدس، ويقول ان القدس لم تكن عاصمة إسرائيل القديمة: فاللاهوتيون قاموا بتلفيق تاريخ القدس، وجعلها أن تكون عاصمة لاسرائيل، وقد ناقشنا هذا الأمر في موضوعة “القدس” أم “أور شليم؟”.
***
وفي الفصل الخامس ناقش المؤرخ الربيعي خرافة “الشعب الآرامي” وكيف انهم استطاعوا أن يخربوا تاريخ فلسطين القديم، إذ جعلوا فلسطين بلدا لليهود الاسرائيلين، ومن مخرجات هذه الفرية أصبحت أرض فسطين بلدا للصهاينة.
يرى الربيعي ان الآراميين هم عرق مخترع غير موجود بين الأعراق، (وجرى تخيّلهم كجماعة استثنائية كانت تستعبد الفلسطينيين) ص112.
ويتساءل الربيعي عنهم فيقول: ((وإذا ما كانوا أصحاب حضارة قديمة،فأين نجد آثارهم ( وبقايا حضارتهم)، وأين نجد نقودهم وبقايا أسوار قصورهم وأساطيرهم. وهل الجماعة الصغيرة في ضواحي دمشق والتي تتحدث لغة عبرية بلكنة آرامية، وتكتب أناشيدها الدينية في الكنائس بحرف سرياني مربع،ويُزعم أنه حرف آرامي خاص،فيما هو حرف عبري/سبأي/سرياني مربع يتماثل مع الأبجدية السبأية بـ8 حروف أساسية على الأقل؛هم حقاً (بقايا) الشعب الآرامي التوراتي؟ )). ص112
ويظل هذا العرق غامضا حتى في التوراة، والسرديات المحايثة لها.
***